فى 10 يناير عام 1929 تم نشر كتاب مغامرات تان تان، أحد أشهر الكتب المصورة الأوروبية، لأول مرة فى بلجيكا، من تأليف الكاتب البلجيكى جورج ريمى (1907-1983) المعروف بإسم هيرجيه، وتعتبر السلسلة أحد أكثر الروايات المصورة شعبيةً فى أوروبا فى القرن العشرين حيث تمَت ترجمتها لأكثر من 70 لغة مختلفة، ولغاية عام 2003 كان قد طبع منها أكثر من 200 مليون نسخة حول العالم.
ظهرت السلسة للمرة الأولى باللغة الفرنسية فى 10 يناير من عام 1929 فى ملحق "لو-بوتيه-فانتيام (Le Petit Vingtième)" المخصص للأطفال التى تصدره صحيفة "القرن العشرين" البلجيكية. وأدى نجاح السلسة إلى إصدار العديد من الأجزاء الأخرى منها وإلى نشرها على أكبر وأهم الصحف البلجيكية وقتها (صحيفة لو سوار)، وحتى إلى تخصيص مجلة خاصة بها.
وفى عام 1950 أنشئ ريمى استوديو هيرجى الذى أنتج عبره 24 جزءاً من السلسلة، وقد تمَ تبنى السلسة فى العديد من الأعمال التلفزيونية، الإذاعية، المسرحية والسينمائية.
تجرى أحداث السلسلة فى القرن العشرين وبطلها هو مراسل صحفى شاب بلجيكى يدعى تان تان يعاونه كلبه الوفى ميلو، وقد أدخل هيرجيه مع الوقت مجموعة أخرى من الأبطال للسلسلة أبرزهم القبطان المتهور والساخر كابتن هادوك و البروفيسور كلكوليس المتوقد الذكاء والذى يعانى من مشاكل فى السمع، بالإضافة إلى المحققين غير الكفوئين تيك و تاك (تومسون وتومسون فى النسخة الإنجليزية).
وأبرز النقاط التى تم استحسانها فى السلسة كانت نقاوة وبساطة الصور الموجودة فيها، بالإضافة إلى حبكتها المدروسة بعناية فائقة وتنوع مواضيعها وأصناف السرد فيها حيث تحتوى على عناصر الغموض، الفنتازيا والخيال العلمى كما تتطرق أيضاً إلى بعض المواضيع السياسية.
تان تان وهو الابن الذي حلم به هيرجيه ولم يستطع إنجابه، فشخصية تان تان هي موجز عمَّا كان يريد أن يصبح هيرجيه، بافتتانه بعالم المغامرات، حيث وحدها الشجاعة والتصميم والصلابة تتيح للمرء أن يصل سالماً إلى بر الأمان. إنه فتى كشافة مقدام في التاسعة عشرة من عمره (حسب قول هيرجيه)، ويتعاطف مع الضعفاء.
وهو شخص وسيم جاهز دوماً للدفاع عن ضحايا البؤس والظلم أو العنف، أياً كان مصدرها. ويستطيع تان تان أن يمضي إلى آخر الدنيا ليصارع ألوف المخاطر، من أجل أن ينقذ صديقاً، لكنه لن يقاتل من أجل سعادة كل التعساء أو قضاياهم. يمكنه أن يمد يد المساعدة لرجل، لا لشعب. فليست لديه حوافز أخلاقية جماعية. إنه يطارد اللصوص، وينقذ أصحابه، لكنه لا يهتم لقضايا الأزمات التي يجتازها. ومهما أبدى تان تان من عطف على المظلومين، إلا أنه لا يؤمن بعالم أفضل.