تمر اليوم الذكرى الـ45 على رحيل الأديبة البريطانية الكبيرة أجاثا كريستى، الشهيرة بملكة الرواية البوليسية، إذ رحلت فى 12 يناير عام 1976، وأدرجت موسوعة جينيس للأرقام القياسية كريستى كالروائية الأفضل بيعًا على الإطلاق، حيث باعت رواياتها نحو 2 مليار نسخة، وتشير ممتلكاتها إلى أن أعمالها تحل فى المرتبة الثالثة فى تصنيف الكتب الأكثر انتشارًا فى العالم.
ويبدو أن "كريستى" كانت أحد هؤلاء الذين تمكنوا من الثراء بفعل الكتابة، ورغم أن الكتابة فى الواقع ليست مهنة ربحية، إلا أنها فى الكثير من الأحيان كنت سببا فى ثراء صاحبها، ويبدو أجاثا كريستى إحداهن.
وعاشت "كريستى" حياة مليئة بالترف، حيث فضلت السفر حول العالم بدلاً من التعامل مع الأعمال الورقية وحقوق النشر، وأحاطت نفسها بمستشارين ومتخصصين جعلوها "دجاجة تبيض ذهبا" بحسب وصف النقاد، وفى نهاية حياتها، فى منتصف السبعينيات، تركت لورثتها ثروة قدرت بنحو 600 مليون جنيه إسترليني.
خوف أجاثا كريستى من الفقر أوحى لها تمثيل المال كدافع للجريمة فى رواياتها، فعلى الرغم من أنها ولدت لعائلة من الطبقة المتوسطة، كانت "كريستى" مدركة لأثر المال وحدوده، خاصة بعدما رأت وهى طفلة كيف غرف والدها فى المشاكل المادية المربكة، وبعد موت والدها وهى فى سن الحادية عشرة، بدأ قلقها يزداد حيال وضع عائلتها المعيشى.
ابتداءً من عشرينيات القرن الماضي، أحاطت اجاثا كريستى نفسها بوكيل أدبى مغامر، هو إدموند كورك، الذى أعطاها لمحة عن المنشورات فى الولايات المتحدة، والنسخ المتسلسلة وحقوق الملكية الدرامية.
نتيجة لذلك، بدأت آلة النقود تعمل بوتيرة مستقرة. فى ثلاثينيات القرن الماضي، امتلكت اجاثا كريستى ثلاثة منازل فى لندن، وآخر فى سوريا، ناهيك عن ملكيتها فى غرينواي، وهو منزل رائع على ضفاف نهر دارت، وقد قامت بتجهيزه وتجديده بتكلفة كبيرة. فى هذا المنزل عاشت الروائية أفضل أيامها، وكان فى خدمتها طباخ وخادمتان للغرفة وخادم شخصى وأربعة بستانيين.
بحسب الناشر البريطانى بياتريكس دى لولنوا باتت مؤلفات أجاثا كريستى منتشرة فى مائتى دولة، وصارت الكاتبة الأكثر مبيعاً باللغة الإنجليزية فى العالم. فى أربعينيات القرن الماضى كانت الرواية البوليسية، فى الخمسينيات كانت روايات المسرح، وفى الستينيات كانت الروايات الخاصة بهوليوود، التى جاءت منها الطلبات المستمرة للسينما أو التلفزيون.
ستكون هذه أيضاً سنوات المشاكل مع السلطات الضريبية، فى العام 1957، اعترضت السلطات الأمريكية على إنشاء الشركة، واضطرت اجاثا كريستى لدفع غرامة تعادل ما يقرب من 2.5 مليون يورو، بينما كانت سلطات الضرائب البريطانية تراقبها عن كثب.