نواصل قراءة ما حدث فى غزوة الخندق، كيف بدأ المسلمون الحفر، وما الأشعار التى كانوا يقولونها، وكيف دعا لهم النبى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير عن "غزوة الخندق":
قال ابن إسحاق: عمل المسلمون فيه (الخندق) حتى أحكموه.
وقد قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن حميد سمعت أنسا قال: خرج رسول الله ﷺ إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون فى غداة باردة، ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال: «اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجره» فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
وفى الصحيحين من حديث شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس نحوه.
وقد رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس بنحوه.
وقال البخارى: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا * على الإسلام ما بقينا أبدا
قال: يقول النبى ﷺ مجيبا لهم: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فبارك فى الأنصار والمهاجرة".
وقال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن أبى حازم، عن سهل بن سعد قال: كنا مع رسول الله ﷺ فى الخندق وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتادنا، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للمهاجرين والأنصار».
ورواه مسلم، عن القعنبي، عن عبد العزيز به.
وقال البخاري: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه، أو أغبر بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
ورفع بها صوته: أبينا أبينا.
ورواه مسلم من حديث شعبة به.
ثم قال البخاري: حدثنا أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنى إبراهيم بن يوسف، حدثنى أبى، عن أبى إسحاق، عن البراء يحدث قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله ﷺ رأيته ينقل من تراب الخندق، حتى وارى عنى التراب جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة، وهو ينقل من التراب يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
ثم يمد صوته بآخرها.
وقال البيهقى فى (الدلائل): أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا إسماعيل بن الفضل البجلي، حدثنا إبراهيم بن يوسف البلخي، حدثنا المسيب بن شريك، عن زياد بن أبى زياد، عن أبى عثمان، عن سلمان: أن رسول الله ﷺ ضرب فى الخندق وقال:
بسم الله وبه هُدينا * ولو عبدنا غيره شقينا
يا حبذا ربا وحبَّ دينا
وهذا حديث غريب من هذا الوجه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان، حدثنا شعبة، عن معاوية ابن قرة، عن أنس أن رسول الله ﷺ قال وهم يحفرون الخندق: «اللهم لا خير إلا خير الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة».
وأخرجاه فى الصحيحين من حديث غندر، عن شعبة.