نشاهد، اليوم، واحدة من أقدم الصور الفوتغرافية فى العالم، التقطت لـ عملية اعتقال في فرنسا عام 1847، ويقال أنها أول صورة إخبارية أضيفت إلى خبر .
بالبطع لا توجد معلومات كافية عن الصورة، لكنها حتما كانت بمثابة فتح جديد فى عالم الأخبار، فبدلا من الرسم والتخيل، صارت الصورة، أصبحنا أمام نوع جديد من التوثيق الذى يؤكد الخبر.
لا تكشف الصورة الكثير، ولكنها استطاعت الاحتفاظ بالوجوده بشكل جيد، ومن الواضح أن الشخصيات الواضحة فى الصورة كانت تعرف جيدا كيف تنظر إلى الكاميراـ بعيون ثابتة لا تخشاها.
مثل هذه الصورة يمكن أن تخضع لدراسة تتعلق بالمجتمع الفرنسى فى ذلك الوقت من النواحي السياسية والاجتماعية، ومن ذلك أنه عام 1848 كانت توجد ثورة تعرف بثورة فبراير، وكانت واحدة من موجة ثورات عام 1848 في أوروبا، قادت الأحداث الثورية في فرنسا إلى إنهاء ملكية يوليو (من عام 1830 – حتى عام 1848) وإنشاء الجمهورية الفرنسية الثانية.
وعقب الإطاحة بالملك لويس فيليب الأول في فبراير من عام 1848، حكمت الحكومة المُنتخبة للجمهورية الثانية فرنسا، في الأشهر التالية، وقادت الحكومة نهجًا تحوّل ليصبح أكثر محافظةً.
وفي يوم 23 يونيو من عام 1848، بدأ شعب باريس عصيانًا، عُرف لاحقًا باسم انتفاضة أيام يونيو، وهو تمرد دموي قام به العمال معارضةً لتحول نهج الجمهورية إلى الفكر المحافظ لكنه فشل.
وفي يوم 2 ديسمبر من عام 1848، انتخب لويس نابليون بونابارت رئيسًا للجمهورية الثانية، معتمدًا على دعم الفلاحين بصورة كبيرة، وبعد ثلاث سنوات بالضبط، علّق المجلس المنتخب، وأعلن قيام الإمبراطورية الفرنسية الثانية التي استمرت حتى عام 1870، واستمر لويس نابليون حتى أصبح آخر ملك فرنسي فعلي.