التنويم المغناطيسي.. تاريخ "العلاج الشهير" من "نكت" المثقفين إلى كلام العلم

نسمع عن التنويم المغناطيسى، وقد رأيناه كثيرًا فى الأفلام الكوميدية، عادة ما ينتهى الأمر بالتهوين منه والتشكيك فى حقيقته، ولكن ما الذى نعرفه نحن عن تاريخ التنويم المغناطيسى. يقول كتاب "التنويم المغناطيسى من أمحوتب إلى أوباما" لـ ضاحى عثمان: تعود بدايات العلاج بالتنويم إلى أبى الطب المصرى القديم "أمحوتب" وذلك سنة 2850 قبل الميلاد، حيث كان يستخدم فى مدرسته الطبية ومستشفاه بمدينة منف طريقة تشبه الإيحاء للوصول إلى المخزن السرى، أول العقل الباطن، وذلك بأن يترك مرضاه ينامون، سواء كان نوما طبيعيا، أو فى أعقاب تناول النباتات المخدرة أو المنومة ثم يجعل الكهان يرددون على أسماع هؤلاء المرضى النائمين عبارات إيحائية لتتسلل إلى أحلامهم، وتلعب دورا إيحائيا فى حفزهم على التعافى، والشفاء من عللهم وأمراضهم التى يعانون ويتألمون منها، ويرغبون فى العلاج والخلاص من متاعبها. ويقول الكتاب، عن التنويم المغناطيسى كان يستخدمه الكهان فى السيطرة على الناس من أجل مصالحهم الشخصية طبعا، فكانوا يمارسونه فى معابدهم بسرية تامة. إذن عرف التنويم منذ القدم، فقد مارسه المصريون والهنود والكلدانيون والبابليون، وانتقل منهم إلى اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب فى المراحل التاريخية المختلفة، وامتزجت العقائد الدينية بالطقوس العلاجية البدائية، فكان عندهم العلاج بالمسح بالأيدى، والتفوه بكلمات غامضة، والإتيان ببعض الحركات الغريبة. ويعتبر التنويم المغناطيسى أو الإيحائى من أقدم طرق المعالجة النفسية عبر التاريخ، فالعائلة الملكية فى مصر الفرعونية استخدمته لمعالجة حالات الاكتئاب الناتجة عن الأمراض، وكان للمعالجين سمعة ومكانة كبيرة فى مصر القديمة، لأنهم كانوا يدعون امتلاكهم لقوى خارقة، تساعد فى شفاء الناس من خلال الإيحاء. والتاريخ الحديث للعلاج بالتنويم المغناطيسى ينسب البدايات الحقيقية لهذا العلاج إلى الطبيب النمساوى فرانز أنطون مسمر (1734- 1815) والذى كان يعمل فى فرنسا، وكان متخصصا فى دراسة تأثير الأجرام السماوية فى الحياة البشرية، إلا أنه أصبح فيما بعد مهتما بدراسة ظاهرة المغناطيسية. بينما علم التنويم الحديث مدين بالكثير الكثير للمركيز دى بويسيكور، لأنه أول من عرض وعرف بالنوم التخشيبى، الذى هو عكس بدعة مسمر مفجرة الدموع والأحزان والصراخ والتشنج. أما الدكتور جيمس برايد فهو الذى أعطاه اسمه الحالى، ويعود الفضل إليه فى إدخال التنويم مجال الطب، ويعود الفضل - أيضا- إلى غيره. وفى أواخر القرن التاسع عشر ظهر طبيب الأعصاب الفرنسى الكبير جاركوت الذى كان أستاذ فرويد الطبيب النفسى الشهير، واستعمل التنويم المغناطيسى فى علاج كثير من الحالات العصبية التى كانت تواجهه، وتعلم فرويد منه استخدام هذه الطريقة فى العلاج، ولكنه ترك هذا الأسلوب بعد اكتشافه نظرية التحليل النفسى. مع تقدم العلم وتطوره وتزايد البحوث والدراسات، ثبت لدى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين التنويم وبين موجات الدماغ، وأنه لا بد من حال التنويم أن يصدر من الدماغ درجة معينة من الموجات، وقد انتهى الأمر وصولا إل "الرسم الكهربى للدماغ".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;