تمر اليوم الذكرى الـ158، على رحيل الوالى محمد سعيد باشا، والى مصر من سلالة الأسرة العلوية، وقد تولى الحكم من 1854 إلى 1863 ميلادية، وكان الابن الرابع لمحمد على، ورحل في 18 يناير عام 1863م، ليخلفه إسماعيل باشا، المعروف تاريخيا بالخديوى إسماعيل.
وبحسب كتاب " تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا" تأليف إلياس الأيوبى، فإن الشعب المصري، رأى من الوالي المولى حبًّا خاصًّا له، واعتناء كبيرًا بمصالحه، ورغبة حقيقية في تحسين أحواله؛ وتخفيف أثقاله؛ ورأى منه إقبالًا على إحياء اللغة العربية وإحلالها في دوائر الحكومة محلا رسميا؛ والجيش المصرى الذي كان محط انتباهه ومعزته.
وجاء بالكتاب: أما الرجال المحافظون المتمسكون بالتقاليد العباسية، الراغبون عن كل عين تتفجر في مصر للمدنية الغربية، وعن كل طريق يمهد لها؛ الناقمون على محمد سعيد باشا تركه سياسة سلفه، للسير في خطوات (محمد علي) أبيه العظيم، فإنهم كانوا ينظرون إلى احتضار ذلك الأمير، نظرة القليل الصبر، ويرقبون عن كثب، ساعة لفظه نفسه الأخير، معللين الأنفس بعود العهد القديم إلى البزوغ من وراء سرير موته؛ لاعتقادهم أن مذهب الخلف مذهبهم، وأن (إسماعيل) يكره ما يكرهون ويحب ما يحبون.
وأما (إسماعيل) نفسه، فإنه منذ تأكد أن رقدة عمه لرقدة لا يعقبها قيام؛ وأن الموت بات محتمًا، بالرغم من أن شجرة العمر لم تثقلها السنون، ساورته الانفعالات الطبيعية التي تساور كل إنسان في مركزه، وأخذ ينتظر وهو في القاهرة، أن ترد عليه الأنباء المبشرة بارتقائه سدة جده الباشا العظيم!