إسماعيل باشا بن إبراهيم بن محمد على باشا والى مصر، ومؤسس مصر الحديثة "31 ديسمبر 1830 - 2 مارس 1895"، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، وذلك فى مثل هذا اليوم 18 يناير من عام 1863م، وفى فترة حكمه عمل على تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والإدارية فى مصر بشكل كبير، وخلال التقرير لتالى نستعرض أبرز إسهاماته.
تم فى عهد إسماعيل باشا تحويل مجلس المشورة الذى أسسه جده محمد على باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه، وافتتحت أولى جلساته فى 25 نوفمبر 1866.
أمام فى مجال التعليم والثقافة، تم زيادة ميزانية نظارة المعارف، ووقف الأراضى على التعليم، كما تم تكليف على مبارك بوضع قانون أساسى للتعليم، وكلف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ، وقام بإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات فى مصر، وهى مدرسة السنية عام "1873م"، كما أنشأ دار العلوم لتخريج المعلمين، ودار الكتب، والجمعية الجغرافية ودار الآثار عام 1875م، وظهرت فى عهده الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.
أنشأ الخديو إسماعيل صندوق الدين بعدما أغرق مصر فى ديون كثيرة، كمحاولة للخروج من الأزمة خاصة أن الدول الأجنبية استغلت هذه الأزمة وسعت للتدخل فى شئون مصر الداخلية، وتم صدور قرار إنشاء الصندوق الدين فى 2 مايو 1876م.
واهتم الخديو إسماعيل بتطوير المنظومة الصحية فى مصر، بالتعاون مع نوابغ الأطباء فى مصر وأعضاء مجلس شورى النواب، واستطاعت مصر فى ذلك الوقت مقاومة الأمراض ومكافحة الأوبئة، وخاصة وباء الكوليرا الذى حل بالبلاد عام 1865، وأنشئت العديد من المستشفيات.
أما فى المجال الاقتصادى، عمل على زيادة مساحة الأراضى الزراعية، وزيادة المساحة الزراعية لزارعة القطن، وحفر ترعة الإبراهيمية فى صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية فى شرق الدلتا، كما أنشأ عدد كبير من المصانع، وإصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية، وبناء 15 منارة فى البحرين الأحمر والمتوسط لإنعاش التجارة.
كما أسس الهيئة القومية للبريد المصرى فى 2 يناير من عام 1865م، ويقول كتاب "البريد فى بر مصر" للكاتب والباحث عبد الوهاب شاكر: نظرا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية والاجتماعية، فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا، وأدرك الخديوى إسماعيل أهمية تمصير مرفق البريد، وفى عام 1865 دمج البريد الحكومى والبريد الإفرنجى الذى كان يمتلكه الأجانب فيما عرف باسم "البوسطة الخديوية"
وفى عام 1865 صدر الأمر بتكليف موتسى بك رئيس مصلحة البريد بالسفر إلى أوروبا للتوصية على طبع طوابع البريد لاستعمالها فى التخليص على المراسلات أسوة بما يحدث فى أوروبا، وقد اعتبرت هذه الطوابع كالعملة النقدية و كانت لها قيمة مقررة، و قد سلمت تلك الطوابع إلى المالية فور وصولها إلى القاهرة لتحفظ بها تمهيداً لطرحها فى الأسواق، و قد بدأ استخدام طوابع البريد لأول مرة.
اشترى الخديو إسماعيل أسهم شركة الملاحة البحرية بالبواخر الشركة العزيزية، وذلك خلال عام 1873م، وحولها إلى مصلحة حكومية عرفت باسم "وابورات البوستة الخديوية"، وبذلك اتسع نطاق مصلحة البريد، فأصبح للبريد المصرى مجموعة من المكاتب فى مختلف دول العال مثل جدة وبيروت وغيرها الكثير.
كما أنشأ صندوق الدين، ولكن تم ذلك بعد أن أغرق مصر فى ديون كثيرة للخروج من الأزمة خاصة أن الدول الأجنبية استغلت هذه الأزمة وسعت للتدخل فى شئون مصر الداخلية، فى 2 مايو 1876م.
حدثت أزمة الديون لأن إسماعيل باشا كان ينجز أعماله معتمدا على الديون التى تراكمت حتى أنه اقترض قروضا جديدة من أجل سداد القروض القديمة حسب يقول كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر" للكاتب عمر الإسكندرى وسليم حسن.
تشكل صندوق الدين من مندوبى الدول، ويعهد إليها إدارة شئون الدين المصرى وتدبير ما يجب لانتظام تسديده، ثم اصدر امرًا آخر فى 7 مايو بتوحيد جميع الديون المصرية من سائرة وغبر سائرة وجعلها دينًا واحدًا قدرة 91000000 جنيه وربحه 7% وينتهى تسديده فى 65 سنة.