عمل النبى عليه الصلاة والسلام وأصحابه بجدية كبيرة فى غزوة الخندق، فقد حفروا خندقًا حول المدينة، ثم دعا النبى على الأحزاب الذين أرادوا الأذى بالمسلمين، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل فى دعائه عليه السلام على الأحزاب"
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر، حدثنا الزبير - يعنى ابن عبد الله - حدثنا ربيح بن أبى سعيد الخدرى، عن أبيه قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله هل من شىء نقوله، فقد بلغت القلوب الحناجر؟
قال: "نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا".
قال: فضرب الله وجوه أعدائه بالريح.
وقد رواه ابن أبى حاتم فى (تفسيره) عن أبيه، عن أبى عامر - وهو العقدى - عن الزبير بن عبد الله مولى عثمان بن عفان، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبى سعيد، عن أبيه عن أبى سعيد، فذكره وهذا هو الصواب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين، عن ابن أبى ذئب، عن رجل من بنى سلمة، عن جابر بن عبد الله: أن النبى ﷺ أتى مسجد الأحزاب فوضع رداءه، وقام ورفع يديه مدا يدعو عليهم ولم يصل.
قال: ثم جاء ودعا عليهم وصلى.
وثبت فى الصحيحين من حديث إسماعيل بن أبى خالد، عن عبد الله بن أبى أوفى قال: دعا رسول الله ﷺ على الأحزاب فقال: "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم" وفى الرواية: "اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم".
وروى البخاري، عن قتيبة، عن الليث، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبى هريرة: أن رسول الله ﷺ كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده".