واحدة من الكاتبات اللواتى وضعن أنفسهم فى مكانة مرموقة بكتاباتهن المميزة، هى الروائية والقاصة منصورة عز الدين، التى استطاعت وضع اسمائها قائمة تضم أبرز كتاب وكاتبات العصر، لما قدمته من أعماله روائية وقصصية جيدة.
ومن بين أبرز الأعمال القصصية التى قدمتها منصورة عز الدين، مجموعتها "مأوى الغياب" التى صدرت عام 2018، عن دار ممدوح عدوان، وترشحت ضمن القائمة القصيرة لجائزة ملتقى القصة القصيرة التى تمنحها الجامعة الأمريكية بالكويت.
"يضم الكتاب 16 قصة من بينها: "من خشب وهلاوس"، "قلعة الشمس"، "جبل الغيم"، "لا فريسة ولا صياد"، "واحة التيه" و"شجرة تشبه لؤلؤة"، فى "مأوى الغياب" نقرأ عن حطام الأحداث والبشر، وعن اختمار هلع المدن الهالكة، فى قصصٍ تنتمى إلى الخيال والغرائبية، بقدر ما تستمد مما يحدث فى الواقع من خراب مادةً للكتابة.
ويرى الناقد الدكتور محمد الشحات أن سردية "مأوى الغياب" تنهض "على تشييد رحلة متخيّلة، متتالية الحلقات، تُسائل مفاهيم المكان والزمان والوجود البشري. وهى إذ تفعل ذلك، تبحث عن جوهر التواصل الإنسانى فيما وراء "اللغة" بمعناها المتداول".
وجاء فى كلمة الناشر إن "مأوى الغياب مكانٌ مشيّدٌ من الكلمات. كل من فيه ينتمى إلى عالم خيالاته، ويعيش فى حالة من الهواجس والشكوك. عالم مستسلم للغموض والطلاسم وعاشق لزئبقية اللاثبات واللايقين. فى هذا المأوى لا نعرف إن كان ما نقرؤه تهيؤات لربة الطلاسم أم أنها هى نفسها تهيؤات آخرين. لا نعرف إن كان يجب أن نصدقها أم نؤمن بالكُتّاب المتألمين الذين يخلقون أنفسهم بقوة اللغة ويخترعون العوالم والذوات بالكلمات".
يعتمد بناء المتتالية عدة مستويات سردية، حيث يمكن النظر إلى المتتالية ككل، كرصد لصراع قائم بين الإله تحوت وربة الطلاسم المغضوب عليها، التى تحاول إثبات أن عالم ماقبل الكلمات هو الأصلح، حيث لا يصل للحقيقة سوى رائى حقيقى يستطيع فك الطلاسم وفهم الرموز، وينكشف ذلك الصراع من خلال الراوى الذى يتخفف من ثقل جسده فى القصة الأولى ويجد نفسه كغيره من اللذين لا يراهم، مجذوبا لكشف ما يوجد بالضفة الأخرى، لفك رموز الطلاسم ليصل لصاحبة الهمس الدائم فى أذنه والمتلاعبة بخيالاته.
ومنصورة عز الدين، كاتبة مصرية من مواليد العام 1976، درست الصحافة والإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة. بدأت بنشر قصصها القصيرة فى الصحف والمجلات المصرية والعربية وهى فى سن العشرين. نشرت أول مجموعة قصصية عام 2001 بعنوان "ضوء مهتز"، دار ميريت بالقاهرة، وترجمت العديد من قصص المجموعة إلى الإنجليزية، الإيطالية، الفرنسية، والسلوفينية.
صدرت روايتها الأولى "متاهة مريم" عام 2004 عن دار ميريت، وطُبع منها حتى الآن ثلاث طبعات بينها طبعة شعبية عن "مكتبة الأسرة"، كما صدرت بالانجليزية عن منشورات الجامعة الأمريكية، القاهرة 2007. روايتها الثانية "وراء الفردوس" صدرت عن دار "العين" القاهرة 2009 ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية فى دورتها الثالثة.