تمر اليوم ذكرى ميلاد الزعيم محمد فريد، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 1868م، وهو سياسي وحقوقي مصري، أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية، حيث كانت أهداف محمد فريد لمصر هى: الجلاء والدستور، وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف: تعليم الشعب علي قدر الطاقة ليكون أكثر بصيرة بحقوقه، وفى هذه المناسبة ننشر صورة نادرة التقطت للزعيم قبل رحيل بوقت قليل، ضمن أرشيف جمعه خبيرالمكتبات رشيد عبد الرازق.
ويقول خبير المكتبات رشيد عبد الرازق، خلال زيارة انفراد لمنزله للاطلاع على الأرشيف الذى جمعه فى عدة سنوات، إن تلك الصورة التى التقطت للزعيم محمد فريد هى آخر صورة له قبل وفاته فى نفس العام الذى رحل فيه وهو عام 1919م، وهى الصورة الوحيدة التى التقطت له من غير "الطربوش".
ويقول الكاتب الصحفى الكبير سعيد الشحات فى "ذات يوم"، إن محمد فريد أدرك حقيقة المسألة المصرية بعد الاحتلال الإنجليزى إدراكًا علميًا، فعرف أسلم الطريق نحو تحقيق المستقبل المصرى، حسبما يذكر أحمد بهاء الدين فى كتابه «أيام لها تاريخ».. يوضح: «انبعث مصطفى كامل كالشعلة توقظ الركود وتنير الطريق، ثم انطفأ ولم يقف فى هذا الومض طويلًا عند فكرة خصبة، مما جعله يتخبط بين تأييد الباب العالى التركى والاستعانة بفرنسا، وجاء فريد ليضع النقاط على الحروف التائهة، ليرسم للبعث المرتقب وسائله وغاياته، وجرت المسألة فى أن وسيلة التحرر من كل سيطرة أجنبية هى: الجلاء، ووسيلة المساواة والمشاركة هى الدستور».
لم يتوقف عند تحديد الأهداف، وإنما امتدت عظمته إلى وضع وسائل تحقيقها، وكانت حسب بهاء الدين: «تعليم الشعب على تفجير الطاقة ليكون أكثر بصرا بحقوقه، وتكتيله فى تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطا، ثم توجيهه إلى هذه الأهداف فى قوة متدرجة منتظمة وراسخة.. أنشأ مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الأميين الفقراء مجانا، وعهد بالتدريس فيها إلى رجال الحزب الوطنى وأنصاره، فكنت ترى المحامى الكبير أو الطبيب الناجح، يخصص من وقته ساعة أو بعض ساعة كل مساء، يقف فيها فى حجرة ضيقة خشنة بسيطة يعلم الفقراء مبادئ القراءة والكتابة وجغرافية بلادهم وتاريخها، وأنشأ أول الأمر أربع مدارس فى بولاق والعباسية والخليفة وشبرا، ثم انتشرت مثيلاتها فى الأقاليم، ووضع أساس حركات النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909، وهى نقابة عمال الصنائع اليدوية ووضع لها قانونا وأنشأ لها ناديا، ثم انتشرت النقابات، ثم اتجه إلى الزحف السياسى ودعا الوزراء إلى مقاطعة الحكم، وعرفت مصر لأول مرة المظاهرات الشعبية المنظمة، كان يدعو إليها، وتجتمع فى حديقة الجزيرة عشرات الآلاف، ثم تسير إلى قلب القاهرة هاتفة بمطالبها، مشتبكة بالبوليس، مضحية بالعشرات، ووضع صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، وطبع منها عشرات الآلاف، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديو، ونجحت الحملة، وذهب إلى القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات 45 ألف توقيع، ثم 16 ألفا».