تمر اليوم الذكرى الـ228 لإعدام الملك لويس السادس عشر على يد الثوار الفرنسيين باستخدام المقصلة، إذ تم إعدامه في 21 يناير عام 1793، ولم يقتصر الأمرعلى ذلك بل شوهت الثورة الفرنسية سمعته هو وزوجته مارى أنطوانيت، وصارت صورته مثالا للملك الفاسد على مر العصور، ونسبت إليه وهو زوجته كلمات كثيرة "مستفزة" منها "الشعب الذى لا يجد الخبز يأكل الكيك" فهل حقا قالت ذلك؟، أم أن التاريخ الذى كتبه الثوار المنتصرين شوه أخر ملوك فرنسا قبل الثورة؟
بحسب دراسة للباحث شوكت جميل، بعنوان "الثورة والوعى" لم تكن كثيراً من الممالك الأوربية بأسعد حالاً من فرنسا إبان الثورة الفرنسية، ولم تكن شعوبها بأوفر حظاً أو أقل بؤساً من الشعب الفرنسي، بل ربما كان الشعب الفرنسي هو الأكثر حظاً بين شعوب أوروبا، بيد أن الثورة ضربت بشعلتها فرنسا أول ما ضربت قبل غيرها!، ولم يكن "لويس السادس عشر" بأكثر فساداً واستبداداً من سابقيه، ولعله كان الأقرب من بين أسلافه في فرنسا وأترابه في أوروبا إلى الحرية والتسامح والإصلاح؛ بيد أن الثورة اشتعلت بفرنسا دون غيرها، وعلى عهده دون عهد غيره!، و قد يقع هذا موقع العجب في نفوس البعض، ولكن يزول هذا العجب أوأكثره لو علقنا الثورة بالإحساس والوعي بالظلم؛ فقد توافر واجتمع، إذ ذاك، لفرنسا دون غيرها طائفة من الفلاسفة والمفكرين أخذوا على عاتقهم تنوير الشعب بحقوقه ومن ثم خلق وعي وحساسية جديدة للحرية والظلم والاستبداد، وألف الشعب الفرنسي مفاهيم لم يكن يألفها من قبل:"كالحق الطبيعي" و"سيادة الأمة " و"العقد الاجتماعي".
أما فيما يخص زوجة لويس السادس عشر، فيذهب البعض إلى أن مارى أنطوانيت بريئة من هذه العبارة التى أدخلتها التاريخ، والسبب هو أن أول من كتب هذه العبارة كان الفيلسوف "جان جاك روسو" فى مخطوطات تعود لعام 1764 وكانت وقتها مارى التى ولدت فى 1755 فى التاسعة من عمرها، ولم تكن غادرت النمسا مسقط رئسها ولم تتزوج بلويس السادس بعد فقد تزوجت به فى الخامسة عشر من عمرها.
ويؤكد البعض أن هذه العبارة ترجع لأحد ملوك فرنسا، ولم تنطقها مارى أبدا، بينما يؤكد آخرون أنه كان هناك قانون صدر قبل الثورة يلزم الخبازين بخفض أسعار الخبز، وعندما اعترضوا لارتفاع تكلفة صنعه، نصحتهم الملكة بخبز الكيك أو البسكويت بدلاً منه، بحسن نية منها، وليس استهزاء بالشعب.