تعتبر رحلة البيجل (1831-1836) التى قام بها العالم الشهير تشارلز داروين، واحدة من أشهر وأهم الرحلات العلمية فى التاريخ والتى قام بها، على متن الباخرة بيجل، وخلال هذه الرحلة، اهتم داروين بدراسة الظواهر الجيولوجية والحيوانات والنباتات وشعوب الأراضى التى قام بزيارتها، والتى تناولها فى كتابه "رحلة عالم طبيعة حول العالم"، الصادر فى طبعته الأولى عام 1845م.
وتأتى أهمية تلك الرحلة كون "داروين" صاغ فيها ما أسماه بـ "الانتقاء الطبيعى" بعد عودته من تلك الرحلة، ويذكر أن داروين قد أستهل كتابة "أصل الأنواع"؛ والذى قام بنشره عام (1859)، بعبارة شهيرة: "عندما كنت على متن السفينة بيجل؛ كعالم للطبيعة، فقد صدمت بشدة ببعض الحقائق".
يضم هذا الكتاب التاريخى بين دفتيه يوميات "تشارلز داروين" حول رحلته التى شملت مناطق فى أمريكا الجنوبية ونيوزلندا وأستراليا، فى الرحلة المعروفة برحلة البيجل؛ نسبة إلى السفينة التى انطلق «داروين» على متنها فى رحلته الطويلة حول العالم.
كان مقدرا لهذه الرحلة أن تستغرق عامين، ولكنها استمرت خمسة أعوام كاملة؛ حيث بدأت فى ديسمبر 1831 وانتهت فى أكتوبر 1836، فمن أطراف أمريكا الجنوبية وجزر جالاباجوس إلى أستراليا وجزيرة تاهيتي، بدأ "داروين" دراسةَ الجيولوجيا، وانتهى به المطاف إلى معلومات من شأنها أن تقود إلى نظريته عن التطوُّر بالانتخاب الطبيعي.
تحتل هذه الرحلة مكانة مميزة فى تاريخ الاستكشاف العلمي، ويقوم هذا الكتاب على ملاحظات "داروين" ووجهات نظره التى اتسمت بدقتها ووضوحها وتنوعها، فأصبحت بمثابة مرجع للقراء العاديين والمتخصصين على حد سواء.
جمع "داروين" خلال هذه الرحلة عينات لا حصر لها من مختلف النباتات والحيوانات والصخور والتربة، من كل منطقة نزل بها لدراستها، مستغلا معرفته الأولية بالجيولوجيا، من أجل عرضها على كبار الخبراء والعلماء، كما التقى العديد من الأجناس البشرية، وقدم سردا رائعا لأصولهم وتقاليدهم وعاداتهم الغريبة، يغطى الكتاب مجالات علمية متعددة، كالأنثروبولوجيا والبيولوجيا والجيولوجيا، وهو ما يجعله موسوعة علمية متكاملة.