الزمن: القرن السادس عشر الميلادى، التوقيت: ظهر يوم 23 يناير عام 1556م، الحدث: زلزال من أكثر زلازل التاريخ دموية، وأحد أكثر الكوارث الطبيعية حصدا للأرواح فى التاريخ البشرى، أنه زلزال شانشى الصينى، الذى تسبب فى تدمير المدينة عن بكرة أبيها، وقتل ما يقرب من مليون نسمة.
يعتبر زلزال شانشى هو أسوأ زلازل الأرض، وأكثرها فتكًا، وأوسعها دمارًا وقد بلغت مساحة الدمار الناتجة عنه 500 ميل من الأرض، وقد بلغ عدد من قضى بسببه 830,000 شخص.
بحسب التقديرات لم يكن عدد سكان العالم حينها يتعدى الـ 600 مليون شخص، إلا أن الزلزال قضى على 3 أضعاف عدد قتلى زلزال المحيط الهندى الذى وقع فى عام 2004، والذى وأودى بحياة ما يقرب من 300 ألف إنسان برفقة تسونامى التى سببها، مع العلم أن هذا الأخير كانت طاقته أعلى بنحو 32 مرة من الأول، حيث سجل 9.3 درجة على مقياس ريختر.
تضع الإحصاءات الحديثة بناء على معلومات جيولوجية زلزال شانشى على الدرجة الثامنة تقريبا، فى مقياس العزم، ومع أنه كان أكبر الزلازل المميتة ويعتبر خامس أكبر الكوارث الطبيعية فى التاريخ، وقد تمركزت بؤرة الزلزال فى محافظة هاو فى إقليم شانشى (خط عرض 34.5 وخط طول 109.7).
وورد فى سجلات الصين التاريخية وصف لهذا الزلزال كالتالي: "فى شتاء عام 1556 م ضربت كارثة زلزالية إقليمى شنشى وشانشي، وقع فى محافظتنا هاو عدد من الحوادث المؤسفة، فقد تغيرت أماكن الجبال والأنهار ودمرت الطرق، فى بعض الأماكن برزت الأرض فجأة مشكلة تلالاً جديدة أو خسفت لتشكل أودية جديدة، وفى أماكن أخرى تفجرت جداول فى لحظات أو انشقت الأرض وظهرت أخاديد جديدة، أكواخ وبيوت للمسؤولين فى الدولة ومعابد وجدران المدينة انهارت فجأة".
ويقال أن الزلزال دمر العديد من معارض الأحافير الحجرية، فقد تكسرت 40 لوحة من لوحات كايتشنج التقليدية البالغ عددها 114، كما نتج عن الارتجاجات أن تقلص ارتفاع هيكل الإوزرة البرية الصغيرة فى مقاطعة شيآن من 45 متراً إلى 43.4 متراً.