تمر اليوم الذكرى الـ1272، على سقوط ثانى دول الخلافة الإسلامية فى التاريخ الإسلامى، "الدولة الأموية"، بعد انتصار العباسيين على الأمويين فى معركة الزاب الكبرى ونتج عنها سقوط الدولة الأموية التى حكمت 88 سنة ميلادية، وهى واحدة من أكبر الدُول الحاكِمة فى التاريخ، كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وتولى أبى العباس السفاح الخلافة، ليصبح أول خليفة عباسى.
وسقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة على بن أبى طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبى محمد (ص) بالخلافة، حتى استطاع جيش العباسيين بقيادة أبى العباس، هزيمة الجيش الأموى وقتلوا الخليفة مروان بن محمد.
ويذكر كتاب "التاريخ الإسلامى العام: الجاهلية، الدولة العربية، الدولة العباسية ص326" للدكتور على ابراهيم حسن، أن العامل المهم الذى أدى إلى سقوط الدولة الأموية بشكل جلى، ما كان من تعصب الأمويين للعرب مما أدى إلى خروج الموالى على الأموية، وهم غير العرب الذين دخلوا الإسلام عقب الفتح العربى فى فارس والمغرب، وما لبث هؤلاء الموالى أن أصبحوا أعداء العرب لتفضيل العرب أنفسهم عليهم وتمتعهم بحقوق لم يتمتع الموالى بها، لذلك كان الموالى ينتهزون كل فرصة ليكيدوا للدولة الأموية، وظهروا مع كل خارج على الأمويين ولم تكن حركاتهم منظمة، ولكنها اشتدت أواخر العهد الأموى حين فسدت الأحوال بشكل واضح، واستعرت الحروب بين الموالى والدولة الأموية، مما كان له أكبر الأثر فى نجاح الدعوة العباسية حيث احتضن دعاة العباسيين قضية الموالى وأيدوهم ضد بنى أمية.
ووفقا لكتاب الدولة الأموية فى الشام، حطَّم بنيان الدولة الأموية فى الشام الدعوة المنظمة التى بثَّتها هذه الأحزاب، والأموال الطائلة التى بذلها الرؤساء والجمعيات السرية، وقد انتشر رجالها فى كلِّ صقعٍ يدعون لآل البيت وينالون من بنى أمية، الفئة الضالة المضلة الفاسقة المغتصبة فى عُرْفِهم، ولم يتعاضد الأمويون تجاه هذه الأزمة الصعبة والضائقة والمخيفة، بل راحوا يثيرون روح العصبية بين اليمانية والمضرية، ويستميلون تارة هؤلاء إلى صفوفهم وطورًا أولئك، فهيَّأ بذلك مجالًا لأن ينصب لهم أعداؤهم المكائد، ففرقوا جموعهم وعصفت بهم ريح الفوضى، فزلَّت أقدامهم وانقرضت دولتهم.
ثم قام يدير زمام المعارضين للمركزية الأموية رجالٌ أقوياءٌ مخلصون كأبى مسلم الخراسانى وبكير بن ماهان وغيرهما، بينما كان الخلفاء المتأخرون من الأمويين لاهين مستهترين، لا يباشرون إدارة الأمور بأنفسهم، بل يَكِلُونها لأرباب اللهو وأهل المجون، وقد أسرفوا فى ذلك إسرافًا هائلًا، وتنازَعوا على الخلافة فأخذوا يضربون بعضهم البعض ويثيرون القلاقل فى مختلف البلاد؛ فضعُفَتْ هَيْبَتُهم ولعبت بهم يد الفساد.