تمر اليوم الذكرى الرابعة على رحيل الشاعر الكبير سيد حجاب، أحد أشهر الشعراء المصريين، وأحد هؤلاء الذين عرفوا بكتابة أشعاره باللهجة العامية المصرية للكثير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية المصرية، إذ رحل فى 25 يناير عام 2017، عن عمر ناهز 76 عاما.
أرتبط الشاعر الكبير سيد حجاب بالعديد من الصداقات داخل الوسط الثقافي، فكان أول من تنبأ بمستقبل الشاعر الكبير صلاح جاهين، كذلك كانت له صداقات مع عدد كبار شعراء العامية الآخريين مثل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والخال عبد الرحمن الأبنودى.
وبدأت علاقة الصداقة بين الخال وحجاب فى منتصف الستينات من القرن الماضى، حيث احتفى المثقفون بأول ديوان لـ"حجاب" بعنوان "صياد وجنية"، وشاركه الاحتفال "الأبنودى"، الذى قدم معه برنامجا إذاعيا شعرياً وهو "بعد التحية والسلام".
وفى إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذى تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا فى الحركة الشعرية.
وبحسب كتاب "الملك والكتابة: قصة الصحافة والسلطة فى مصر 1950 – 1999" للكاتب الصحفى محمد توفيق، ففى تلك الفترة وأثناء بناء السد العالى، ذهب عبد الرحمن الأبنودى وصديقيه سيد حجاب وسيد خميس، لزيارة وزارة السد العالى، حيث كانت فى نفس الشارع الذى يسكن فيه "الأبنودى" وكان وقتها "حجاب" قد نشر قصيدة جديدة فى جريدة الأهرام، وعندما وصل الثلاثة إلى الوزارة وجدوا الموظف المسئول عن رحلات السد فى الوزارة، محتفظا بقصيدة "حجاب" تحت زجاج مكتبه، فعندما شاهدوا ذلك، قالوا "كده ضمنا إننا هنروح السد العالى مرتاحين".
لكن عندما طلبوا من الموظف الذهاب إلى السد ليكتبوا عنه، قال لهم "لا تتفاءلوا كثيرا إحنا مش فى الاتحاد السوفيتى الذى يرسل الشعراء والكتاب إلى المشاريع القومية، وأنصحكم بأن لا تحاولوا مرة أخرى، فلن تذهبوا".
بالفعل تم رفض الزيارة، وعاد الثلاثة، لكن "الأبنودى" كرر المحاولة مرة أخرى، وسافر إلى السد العالى حين كانت الرحلة تستغرق يومين، ومكث مع العمال من أبناء قريته "أبنود" سبعة عشر يوما، وعاد "الابنودى" من تلك الرحلة الشاقة بديوان "حراجى القط.. العامل فى السد العالى".