تمر اليوم الذكرى الـ219 على إقرار الكونجرس الأمريكى لقانون إنشاء مكتبة، وهذه المكتبة أصبحت فيما بعد مكتبة الكونجرس، وتتمثل مهمة المكتبة فى دعم الكونجرس فى تأدية واجباته الدستورية وتحقيق مزيد من الارتقاء فى المعرفة والإبداع لمصلحة الشعب الأمريكى، تأسست مكتبة الكونجرس بشكل فعلى عام 1800 إثر توقيع الرئيس الثانى للولايات المتحدة جون آدمز مشروع قانون وجه بنقل عاصمة البلاد من مدينة فيلادلفيا إلى واشنطن، وتضمن القانون إشارة إلى إنشاء مكتبة للكونجرس تحتوى على كتب "قد تصبح ضرورية" للمجلس التشريعي.
لم يمض شهر واحد حتى تبرع الرئيس توماس جيفرسون، الذى كان متقاعدا وقتها، بمحتويات مكتبته الخاصة التى قضى 50 عاما فى جمع كتبها، واحتوت مكتبته الفريدة على "أى شيء يتعلق بأمريكا، إضافة إلى النادر والقيم من مختلف العلوم"، حسب كلمات جيفرسون نفسه.
ورغم قيمة مكتبة جيفرسون المعرفية لاقى هذا العرض اعتراضا ممن رأوا أن طبيعة المواضيع التى تناقشها هذه الكتب، كالفلسفة والعلوم والآداب، لا تتناسب مع كونها مكتبة تشريعية، حينها كتب جيفرسون أن أيا من الموضوعات المعرفية، من دون استثناء، قد يحتاج أعضاء الكونجرس الإشارة إليها أثناء أعمالهم التشريعية.
قبل الكونجرس أخيرا عرض جيفرسون عام 1815، وضم المكتبة التى احتوت على 6487 كتابا لتصبح أقرب ما يكون إلى الصرح الحالى الذى يشتهر بكونه أكبر مكتبة فى العالم، واعتمدت فلسفة توسع وتطوير هذه المكتبة فيما بعد على إيمان جيفرسون بشمولية العلوم، وهو ما يعنى أن كل المواضيع، مهما اختلف تصنيفها، مهمة للمشرعين ولمكتبة الكونجرس.
وبحسب موقع المكتبة الرقمية العالمية التابع للأمم المتحدة، تعد مكتبة الكونجرس اليوم مورداً عالمياً لا مثيل له، تضم المجموعة، التى تحتوى على أكثر من 158 مليون عنصر، أكثر من 36.8 مليون كتاب مفهرس ومواد مطبوعة أخرى فى 470 لغة؛ وأكثر من 68.9 مخطوطة؛ وأكبر مجموعة للكتب النادرة فى أمريكا الشمالية؛ وأكبر مجموعة فى العالم للمواد القانونية والأفلام والخرائط والنوتات الموسيقية والتسجيلات الصوتية، وتُعد مكتبة الكونجرس كذلك أقدم مؤسسة فيدرالية ثقافية فى البلاد وهى بمثابة الذراع البحثية للكونغرس، بل وتُعد أيضاً أكبر مكتبة فى العالم، حيث تحتوى على الملايين من الكتب والتسجيلات والصور والخرائط والمخطوطات فى مجموعاتها.