مع إغلاق كبير للمتاحف الفنية، بسبب ظروف فيروس كورونا، تقوم بعض المواقع الإخبارية بإلقاء الضوء على قطع فنية مميزة، ومن ذلك ما فعله موقع جارديان البريطانى، الذى اختار تمثال توماس بين فى ثيتفورد.
ولد توماس بين فى ثيتفورد، نورفولك، فى بريطانيا، 29 يناير 1737، وهو شخصية مثيرة للجدل، كان كاتبًا وناشطًا سياسيًا ومؤثرًا فى كل من حرب الاستقلال الأمريكية والثورة الفرنسية.
ويصفه النقش الموجود على قاعدة التمثال بأنه "رجل إنجليزى بالولادة، مواطن فرنسى بقرار، وأمريكى بالتبنى"، وتم الكشف عن التمثال الذى رسمه تشارلز توماس ويلر (1892-1974) فى 7 يونيو 1964، وأهدته مؤسسة توماس باين فى نيويورك لمدينة ثيتفورد.
ويقف الشكل البرونزى المذهّب فى وضع دراماتيكى فوق قاعدة كبيرة، فى يده اليمنى الممدودة يحمل ريشة وفى يساره يحمل نسخة من كتاب حقوق الإنسان (مقلوب بشكل واضح).
وقد أبحر توماس إلى أمريكا عام 1774 برسالة من بنجامين فرانكلين، ونشر مقالات تدين العبودية وتنتقد السياسة الاستعمارية البريطانية وفى عام 1776، أصدر الكتيب الذى تم توزيعه على نطاق واسع والذى يدعم قضية استقلال أمريكا، مما أدى إلى اعتباره وطنيًا من قبل الأمريكيين، وخائن من قبل البريطانيين، حتى أنه توقع أنه لعب دورًا فى الكتابة فى إعلان الاستقلال، وقد اقتبس الرئيس أوباما عن "باين" فى خطاب تنصيبه عام 2009.
بعد انتقال توماس بين إلى فرنسا، نشر كتاب حقوق الإنسان (1791)، وهى أطروحة مثيرة للجدل تدعم الثورة الفرنسية، وربما أكثر أعماله شهرة، شارك فى محاكمة لويس السادس عشر لكنه لم يحظ فيما بعد بتأييد الحكومة الثورية، وتعرض للسجن، ولم ينج إلا بالصدفة، وأطلق سراحه عام 1794، وعاد إلى أمريكا عام 1802، لكنه تلقى استقبالًا عدائيًا هناك، ويرجع ذلك أساسًا إلى نشره كتاب عصر العقل (1794-1807).
وتوفى توماس بين فى نيويورك 8 يونيو 1809، ولكن تم استخراج رفاته فى عام 1819 من قبل الصحفى والسياسى الراديكالى ويليام كوبيت، الذى أراد إعادة دفنها فى إنجلترا بنصب تذكارى مناسب، وقد احتفظ "كوبيت" بالرفات حتى وفاته عام 1835، لكنها اختفت بعد ذلك، ويوجد فى جميع أنحاء العالم أولئك الذين يدعون امتلاك أجزاء من الرفات.