عبد الله السفاح بن محمد "أبو العباس السفاح" هو مؤسس الدولة العباسية، الذى جاء إلى السلطة بعد هزيمة العباسيين للأمويين عام " 132 هـ / 750 م"، وامتدت فترة حكمهم للبلاد إلى ثمانية قرون، وكان العباسيين هم الذين يمثلون الشرعية السياسية للمسلمين فى ذلك الوقت .
كانت الإمبراطورية العباسية واحدة من أكبر الإمبراطوريات، وكانت الكوفة فى العراق هى العاصمة فى البداية، ثم أسس الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد ونقل العاصمة إليها، حيث كان آخر خليفة عباسى فى بغداد، حكم بين عامى 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله، وفى عام 656 هـ /1258 غزا المغول بقيادة هولاكو خان الدولة العباسية، ووصل إلى الحكم فى 5 ديسمبرعام 1242.
ويرى المؤرخون أن سبب سقوط بغداد هو جهل المستعصم، حيث صرف الجيش ولم يبق فى آخر أيامه إلا عشرة آلاف مقاتل، ما كان سببًا فى دخول جيش هولاكو بغداد وقتل مليون وثمنمائة ألف مسلم، وقُتِل المستعصم وانتهت الخلافة العباسية بسقوط بغداد.
ورأى المستعصم أن أسهل وأفضل حل أن يبرم مع التتار اتفاقًا يتم بمقتضاه تخفيض عدد الجيش العباسى من مائة ألف مقاتل فى كافة الأراضى العباسية إلى أقل من عشرين ألفًا، ويعطى فى المقابل جزية سنوية لهم، وبهذا لم يعد من المتوقع حدوث الصدام العسكرى بين الفريقين، كما ظن المستعصم.
كان رأى القائد العسكرى مجاهد الدين أيبك أن يبادر العباسيون بمواجهة التتار، لأنهم إن عاجلاً أم آجلا سيدخلون العراق، ولن يقنعوا أبدا بالمال المرسل إليهم سنويًا، وحفظ لنا التاريخ مقولته: «لو مكننى أمير المؤمنين المستعصم لقهرت التتار، ولشغلت هولاكو بنفسه»، أما المستعصم فكان عازفًا عن سماع نصيحة قادة جيوشه، غير آبه لهم، فقط يقتنع بما يمليه عليه ابن العلقمي، ولذلك لا نستغرب الوصف المتكرر فى وصف المؤرخين المعاصرين له وغير المعاصرين بأنه "ضعيف الرأي".