في 27 يناير من عام 661 مات الإمام علي ابن أبى طالب، بعد ثلاثة أيام من إصابته بطعنة من عبد الرحمن بن ملجم، لكن ابن ملجم كان له شريك في هذه الجريمة هو "شبيب بن بجرة الأشجعي"، ولكن الغريب أن كتب التراث لم تهتم بـ "شبيب" هذا ولا تتبع حياته.
وفيما بحث من الكتب لم أجد إشارة لاسم "شبيب بن بجرة الأشجعي" إلا في قصة واحدة متواترة تقولـ إنه بعد وصول عبد الرحمن بن ملجم إلى الكوفة التقى به:
يقول كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لـ ابن الأثير:
لقى عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعى فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك، وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التى عزم فيها أن يقتل عليا فى صبيحتها يناجى الأشعث بن قيس الكندى فى مسجده حتى كاد أن يطلع الفجر.
فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم.
فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التى يخرج منها علي.
قال الحسن بن علي: وأتيته سحرا فجلست إليه فقال: إنى بت الليلة أوقظ أهلى فملكتنى عيناى وأنا جالس فسنح لى رسول الله، فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأولاد واللدد، فقال لي: ادع الله عليهم، فقلت اللهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم شرا لهم مني.
ودخل ابن النباح المؤذن على ذلك فقال: الصلاة، فأخذت بيده فقام يمشى وابن النباح بين يديه وأنا خلفه، فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس الصلاة الصلاة، كذلك كان يفعل فى كل يوم يخرج ومعه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فقال بعض من حضر ذلك: فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول: لله الحكم يا على لا لك! ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، وأما سيف شبيب فوقع فى الطاق، وسمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، وشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على على عليه السلام...) . وعليه لم أعثر حتى الآن على ما يقيد في حياة "شبيب بن بجرة الأشجعى".