كانت السيدة زينب بنت جحش، واحدة من زوجات النبى، عليه الصلاة والسلام، لكن كيف تزوجها النبى، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "تزويجه بزينب بنت جحش":
قال قتادة، والواقدى، وبعض أهل المدينة: تزوجها عليه السلام سنة خمس، زاد بعضهم فى ذى القعدة.
قال الحافظ البيهقى: تزوجها بعد بنى قريظة.
وقال خليفة بن خياط، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن منده: تزوجها سنة ثلاث.
والأول أشهر، وهو الذى سلكه ابن جرير، وغير واحد من أهل التاريخ.
وقد ذكر غير واحد من المفسرين، والفقهاء، وأهل التاريخ فى سبب تزويجه إياها عليه السلام حديثا ذكره أحمد بن حنبل فى مسنده، تركنا إيراده قصدا لئلا يضعه من لا يفهم على غير موضعه.
وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز: "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَى لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا * مَا كَانَ عَلَى النَّبِى مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرا مَقْدُورا } [الأحزاب: 37-38] .
وقد تكلمنا على ذلك فى التفسير بما فيه كفاية، فالمراد بالذى أنعم الله عليه ها هنا: زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ، أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه رسول الله ﷺ بالعتق، وزوجه بابنة عمه زينب بنت جحش.
قال مقاتل بن حبان: وكان صداقه لها عشرة دنانير، وستين درهما، وخمارا، وملحفة، ودرعا، وخمسين مدا، وعشرة أمداد من تمر، فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها، ثم وقع بينهما، فجاء زوجها يشكو إلى رسول الله ﷺ فكان يقول له: "اتق الله وأمسك عليك زوجك".
قال الله: "وتخفى فى نفسك ما الله مبديه" .
قال على بن الحسين زيد العابدين، والسدى: كان رسول الله قد علم أنها ستكون من أزواجه، فهو الذى كان فى نفسه عليه السلام.
وقد تكلم كثير من السلف ها هنا بآثار غريبة، وبعضها فيه نظر، تركناها.
قال الله تعالى: "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها" ذلك أن زيدا طلقها، فلما انقضت عدتها بعث إليها رسول الله ﷺ يخطبها إلى نفسها ثم تزوجها، وكان الذى زوجها منه رب العالمين تبارك وتعالى.
كما ثبت فى صحيح البخاري: عن أنس بن مالك أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبى ﷺ فتقول: زوجكن أهليكن، وزوجنى الله من فوق سبع سماوات.
وفى رواية من طريق عيسى بن طهمان عن أنس قال: كانت زينب تفخر على نساء النبى ﷺ وتقول: أنكحنى الله من السماء.
وفيها أنزلت آية الحجاب "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" الآية.