صدر حديثا كتاب "السيكوبوليتيكا.. النيوليبرالية الجديدة وتقنيات السلطة" لـ بيونج – شول هان ترجمة كريم الصياد، عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، ويقول بيان الكتاب: يقدّم لنا المفكر الألمانى من أصل كورى بيونج-شول هان رؤيةً بعد-حداثية لمجتمع التواصل الشبكى، والبيانات الضخمة، تتّسم بنوع من التشاؤمية، التى قد تكون مفاجِئة لقارئه المبتدئ، فلا لا يرى هان للحياة فى العالم الافتراضي، مهما تمتع بإمكانات لا محدودة للتواصل الرقمى، دوراً إيجابياً فى حياتنا على المدى البعيد.
ويعتقد "هان" أن المجتمع الرقمى مجتمع رقابى من نوع جديد، فيه يفصح المرء عن كل أسراره بإرادته الحرة، ومن ثم يسجن نفسه بشكل افتراضى، وفى هذا السياق، يُعدّ التواصل الشبكى، كما نعرفه اليوم، إحدى ممارسات السياسات النفسية، أو السيكوبوليتيكا.
والسيكوبوليتيكا هى فنّ سياسة المشاعر والأفكار، فإذا كانت أقصى إمكانات الرقابة قديماً منحصرة فى متابعة الأفراد بصرياً وسمعياً، فإنّ لدى النيوليبرالية اليومَ إمكان مراقبة أحلامهم، وآمالهم، وأرواحهم ذاتها.
ويتميّز الطرح بجدلٍ مع بعض أهم مفكّرى الحداثة وما بعدها فى أوربا، متضافرٍ مع تسلسل الأفكار بشكل تلقائي، ما يجعله أسلوباً ملائماً حتى لغير المتخصص.
وبيونج-شول هان، من مواليد 1959) فيلسوف ألمانى مولود فى كوريا الجنوبية، مُنظّر ثقافي، وأستاذ فى جامعة برلين للآداب، وتُظهر أعماله تأثراً كبيراً بتراث مدرسة فرانكفورت، ومن أشهرها: "طوبولوجيا العنف"، و"ما هى السلطة؟"، و"مجتمع الشفافية".
والكتاب ترجمة كريم الصياد، حصل على الدكتوراه من جامعة كولونيا-ألمانيا فى فلسفة التأويل، له عدد من الإصدارات بين الفلسفة والشعر والموسيقى والترجمة، يعمل أستاذا للفلسفة فى جامعة القاهرة.