"محدش عملى حاجة.. أنا اللى عملت محمد الصغير عشان كده لما ببص أنا كنت فين وبقيت فين بحس إنى عملت حاجة فى حياتى" هكذا تحدث خبير التجميل ومصفف الشعر الشهير محمد الصغير، والذى غاب عن عالمنا أمس الجمعة، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، متحدثا عن حياته ومعادلة النجاح في سيرته الذاتية فى كتاب "أيام من عمري".
الكتاب يحمل مذكرات المشاهير الذين جمعتهم صداقة مع الصغير، وأيضًا لقاءه مع جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق، وكذلك نجوم هيوليود ومشاهير الفن المصريين ومنهم نادية لطفي وسعاد حسني وليلي علوي وغادة عبد الرازق ويسرا.
"أيام من عمرى" الاسم الذى اختاره "الصغير" لكتابه، وحكى بين سطوره مشواره المهنى على مدار خمسين عاما، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التى يكتب فيها مصفف شعر عربى قصة حياته فى كتاب ويترجم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية برعاية كبرى شركات التجميل فى العالم، فقد سبقه فى ذلك كبار المصففين فى باريس ولندن.
بإمكانات مادية بسيطة سافر الصغير إلى باريس وقد دبر بالكاد تكاليف المسكن، وحكى فى كتاب "محمد الصغير.. أيام من عمري" تفاصيل هذه المرحلة الفارقة من حياته، حيث تمكن بشغفه وذكائه وحبه للتعلم من النجاح، وحرص على أن يصقل خبرته العملية واجتاز عدة دورات تدريبية متخصصة فى تصفيف الشعر والتجميل وحصل على تصريحات للعمل فى باريس إلا أنه اختار العودة إلى مصر ليحقق حلمه بأن يغير مفهوم مهنة تصفيف الشعر ونظرة الناس لها.
وعلى الرغم من أن زبائن المحل كانوا من أبناء الطبقة الراقية وزوجات الساسة وسيدات المجتمع، إلا أن اقتحام طبقة النجمات والفنانات جاء بالصدفة بعد أن تعرف من خلال أصدقاء مشتركين على الفنانة ليلى علوى ومنحها تصفيفة شعر خاصة أطلق عليها "قصة ليلى".
فتحت له "قصة ليلى" بابًا على عالم جديد من الزبائن والمعارف هم طبقة الفنانات وأكسبته شهرة فى العالم العربى وليس فقط فى مصر، لذا يشعر بامتنان عميق لها جعله يهديها أول نسخة من كتاب مذكراته.
وسرعان ما أصبح محمد الصغير أشهر مصفف شعر للمشاهير فى مصر، ووسع نشاطه بفتح عدة فروع فى مختلف الأحياء الراقية ، كما حصل على عدة جوائز محلية وعالمية بمجال التجميل وتصفيف الشعر كان أبرزها جائزة Oscar Viewing Award.