رأفت الهجان، اسم لا يخطئه أحد، فهو رمز مهم من رموز الجاسوسية المصرية ، واليوم تمر ذكرى رحيله الـ 39 إذ رحل عن عالمنا فى 30 يناير عام 1982، عن عمر ناهز 54 عاما، بعد معاناته بمرض سرطان الرئة فى مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودفن فيها.
قصة رأفت الهجان لم يعرفها الجمهور بالشكل التى عليه الآن إلا بعد الرواية الشهيرة التى نشرها الكاتب الكبير الراحل صالح مرسى، وتحولت إلى مسلسل من بطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز.
وقد تحدث عنها الكاتب الكبير صالح مرسى قبل وفاته، فى حوار تليفزيونى، مستعرضا كواليس روائعه فى أدب الجاسوسية، وكواليس كتاباته سيرة البطل المصرى رفعت الجمال، المعروف برأفت الهجان.
وحول رحلته للكتابة فى أدب الجاسوسية قال "نشرت فى البداية (دموع فى عيون وقحة) كقضية فى مجلة "المصور" ثم عرض على كتابة عملية "الحفار" كرواية فأثار ذلك مخاوفى لأن أغلبية كتابات الجاسوسية إما وقائع تسجيلية، أو خيال مطلق، ولكننى قررت خوض التجربة، وكانت شاقة جدا خصوصا بعد مقابلتى لأبطال العملية الحقيقيين، والتحدث معهم عن تفاصيل العملية الحقيقية".
أما عن رأفت الهجان، فقال إنها نُشرت كحلقات مسلسة فى مجلة "المصور" و"الشرق الأوسط" قبل أن تتحول لمسلسل تليفزيونى، مضيفا: رحبت جدا بتحويلها لمسلسل حتى تصل للجميع، وكنت سعيدا جدا بحالة الوطنية التى أثارها المسلسل، وقد قابلت "عزيز الجبالى" ضابط المخابرات الحقيقى المسؤل عن تجنيد رأفت الهجان للحصول على أكبر معلومات عنه.
وأضاف أنه قرأ كثيراً فى أدب الجاسوسية حتى يستطيع إظهار الأعمال بتلك الحرفية، وأكد أنه شعر من خلال قراءة لقصة رأفت الهجان الحقيقية بحبه الشديد لمصر، وأيضا لمس نقاط القوة فى شخصيته، ونقاط الضعف بها، وكان أبرز نقاط ضعفه حبه الشديد للنساء، وكشف مرسي، إنه غير راض على إطلاق لقب كاتب أدب الجاسوسية عليه لأن الأدب هو أدب عام فى جميع الموضوعات.
وفى حوار سابق كشفت زوجة الكاتب الراحل صالح مرسى، السيدة وجيهة فاضل، كواليس كتاباته الإبداعية فى أدب الجاسوسية، مؤكدة أن جملة الأوراق التى حصل عليها لكتابة رائعة "رأفت الهجان" لم تزد على 20 صفحة، لكنه بمجرد أن قرأها خرج باكيًا من غرفته، ليخاطبها قائلًا: "إحنا مش رجالة"، وذلك بالقياس إلى الدور البطولى الذى قدمه هذا الرجل لوطنه.
وكشفت زوجة الكاتب الراحل أن المسلسل كان من المفترض أن يؤدى دور البطولة الفنان عادل إمام، لولا حدوث اختلاف فى وجهات النظر بينه و"صالح"، فالأخير كتب السيناريو معتمدًا على طريقة الـ"فلاش باك"، لكن "الزعيم" اعتبرها غير ملائمة وطالب بتغييرها.