تمر، اليوم، الذكرى الـ73 على رحيل الزعيم الروحى لحركة استقلال الهند مهاتما غاندى، إذ رحل فى 30 يناير عام 1948، عن عمر ناهز حينها 78 عاما، وهو سياسى بارز، كان رائداً للساتياجراها وهى مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدنى الشامل، وأدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية فى جميع أنحاء العالم، ورغم ما عرف عن المهاتما غاندى من التسامح والزهد وأنه أحد أكبر الداعين للسلام فى القرن العشرين، إلا أن هناك وجها آخر ربما لم يكن معروفا للكثير، إذ زعمت العديد من الدول خاصة الأفريقية أن الزعيم الروحى الهندى كان عنصريا ضد الأفارقة، كذلك زعم بعض الباحثين أنه كان يكره النساء.
والملاحظ أن الكثير من الصحف والكتب البريطانية حرصت على أن غاندى يحمل وجها آخر، وقالت إنه كان يحتقر المرأة ويبغضها، ويعتقد أن الحيض مظهر من مظاهر تشوه روحها، ودان النساء الهنديات اللائى تعرضن للاغتصاب معتقدا أنهن فقدن قيمتهن كبشر، مبررا للآباء قتل البنات اللائى تعرضن للاعتداء الجنسى من أجل شرف الأسرة والمجتمع، وكان ينظر إلى المرأة التى تستخدم موانع الحمل كعاهرة، بحسب ما جاء فى صحيفة الجارديان.
وزعمت أيضا الصحف البريطانية أن النساء عانين كثيرا فى عهد المهاتما، إذ كان يلقى عليهن تبعات كل الأفعال المشينة، فقد أعلن غاندى أن المرأة هى المسئولة عن تحفيز غرائز الرجل إذ لا يمكنه التحكم فى غرائزه، وعندما كان يعمل فى المحاماة فى جنوب أفريقيا، اكتشف أن شابا ضايق فتاتين من أتباعه فعمد بنفسه إلى قص شعرهما حتى يضمن أنهما لن يثيرا شهوة أى رجل آخر وتفاخر بذلك الحادث فى كتاباته، ولم يكن غاندى مؤمنا بالحجاب أو غطاء الرأس للنساء، إذ كان يراه حائلا دون تعرض الشعر للهواء والشمس، بحسب بى بى سى.
كما تحدث المؤرخ البريطانى "جاد أدامز" فى كتابه "مهاتما غاندى" عن الحياة الجنسية عند زعيم الهند، حيث يفتش الكتاب فى الحياة السرية عند غاندى الذى لم يمنعه تعففه وزهده عن النوم مع النساء والقيام بتجارب جنسية غريبة معهن، وذلك على الرغم من أن غاندى كتب بنفسه عن شعوره بالاشمئزاز عندما عاشر زوجته ذات الخمسة عشر عامًا، ونهى الأزواج فى الهند عن معاشرة زوجاتهم وضرورة الاستحمام بماء بارد فور شعورهم بأى رغبة شهوانية، إلا أن الكاتب برؤيته يطيح بصورة الأب الروحى للهند التى تحضر فى ذهن أبناء بلده عندما يتحدثون عن الزهد والتقشف فى الحياة.