نشاهد غلاف مجلة الهلال، والذى احتفى بصورة للخديوى عباس حلمى الثانى الذى حكم مصر بين عامى "8 يناير 1892- 1914)، وكانت المناسبة هى افتتاح خط سكة الحديد بين أسيوط وجرجا، وذلك فى عدد مارس 1893.
عباس حلمى هو ابن الخديوى محمد توفيق، وقد تولى حكم مصر فى 8 يناير 1892 لكونه أكبر أولاد الخديوى توفيق، حكم مصر حتى تم عزله فى 10 سبتمبر 1914، وحاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب من المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه "حسين كامل" سلطانا على مصر بدلا من أن يكون خديوى كابن شقيقه، وفرضوا على مصر الحماية رسميا.
يوجد فى القاهرة كوبرى باسمه وهو كوبرى عباس الذى يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة.
بعد عام من توليه الحكم أقال وزارة مصطفى فهمى باشا، فوقعت أزمة مع إنجلترا وتحدى المندوب السامى البريطانى "كرومر" فأدى ذلك لزيادة شعبيته.
عندما ذهب لصلاة الجمعة فى مسجد الحسين فى 11 يناير 1893 دوت الهتافات بحياته وارتفع صوت الدعاء له وعبر الجميع عن حبهم له.
أرسل لورد كرومر لوزارة الخارجية فى إنحلترا أن الخديوى فى حوار معه قال له إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد، وظهر هذا فى كلمات الوزراء فى مجلس النواب، بل وفى خطب الملك.
وسافر الخديوى للأستانة ليشكر السلطان عبد المجيد على الثقة التى أولاها له ولينال تأييده على الخطوات لعودة مصر للخلافة، وقد ذكر الخديوى فى مذكراته أن السلطان "عبد الحميد الثانى" شجعه على معارضة إنجلترا.
وعندما عاد الخديوى واصل سياسة التحدى للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيارة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني، وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم، فاتهمه الإنجليز بأنه نسق مع نظارة "مصطفى رياض باشا" ولجنة المجلس، ولهذا اضطرت نظارة مصطفى باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الاعتمادات.