تمر، اليوم، الذكرى الـ1288، على رحيل الإمام جعفر الباقر، الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية والإسماعيليين، إذ رحل فى 31 يناير عام 733م، ومن المعصومين وأهل البيت حسب الاعتقاد الشيعي، ووالده هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب وأمه فاطمة بنت الحسن بن على بن أبى طالب.
تصف المصادر السنية والشيعية الإمام الباقر أنه عالم بارز، فقد اشتهر بين الفقهاء الأوائل، وتظهر أحاديثه فى كتب الحديث الرئيسية، وهو مصدر لكتابات الطبرى التاريخية والتفسيرية، وإن أقوال الإمام الباقر تقتبسها الحلقات الصوفية أيضا، يُنظر إلى الإمام الباقر فى التقاليد الشيعية الاثنى عشرية والإسماعيلية على أنه مؤسس العلوم الدينية والفقهية التى تطورت فيما بعد تحت عناية ابنه وخليفته الإمام جعفر الصادق، كما اعتمدت التعاليم الزيدية أيضا بقوةٍ على الإمام الباقر من خلال تلميذه أبى الجارود.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى عن آل البيت: منهم من كان خليفة راشدا تجب طاعته كطاعة الخلفاء قبله وهو على، ومنهم أئمة فى العلم والدين يجب لهم ما يجب لنظرائهم من أئمة العلم والدين كعلى بن الحسين وأبى جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق ومنهم دون ذلك.
وقال ابن كثير فى البداية والنهاية فى ترجمته لأبى جعفر الباقر: وهو محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمي، أبو جعفر الباقر وأمه أم عبد الله بنت الحسين بن على وهو تابعى جليل كبير القدر كثيرا أحدا أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا.
وقال عنه فى موضع آخر: أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب كان أبوه على زين العابدين وجده الحسين قتلا شهيدين بالعراق، وسمى الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم، كان ذاكرا خاشعا صابرا وكان من سلالة النبوة رفيع النسب عالى الحسب.