رغم إنها تعيش فى أقصى الجنوب، لكنها وضعت نفسها بين الكاتبات الشابات اللواتى استطعن ترك بصمة واضحة فى فن القصة القصيرة، وكانت لهن حضور مميز فى هذا النوع الإبداعى، إنها الكاتبة والقاصة الشابة تيسير النجار، صاحبة المجموعة القصصة "جئتك بالحب".
تحتوى المجموعة على 29 قصة هى "بداية، فى البدء كانت.. النهاية، هناك، يقينى بك، باى الطرق أقتلكم؟، علمى وجهلك، سوء تفاهم، جئتك بالحب، اختفاء زمردة، أسميتها أمل، قضى الأمر، وصال، ولوج، دون ذاكرة، جعلنى جائرا، ثمرة برتقال، ضيف النسيان، صخب الظلام، الغرفة، حضور باهت، قبل رؤيته، الموت الأخير، حدثتنى عنك، فرصة للحياة، شغفنى حزنها، هروب إيزيس، كليمانس، بعد إذنك سأتزوج، أن تراقب المخبولين".
تضم تسع وعشرون قصة، تدور حول فكرة الاغتراب الاجتماعى والوحدة النفسية وبؤس الفردانية من أجل البحث عن علامات الحياة؛ فالشخصيات داخل قصص المجموعة تعيش وسط المجتمع أو على هامشه، ويشعرون بالعزلة فى الحالتين، تختلف فى موضوعاتها والأفكار التى تطرحها، غير أنها تتفق فى أنها كلها تحاول مناقشة تقلبات النفس البشرية ورصد معاناة الإنسان فى مراحل حياته المختلفة، هذه المعاناة التى تعتبر وثيقة الصلة بالإنسان على اختلاف المجتمعات.
تقول الكاتبة رشا الفوال فى دراسة عن المجموعة: " بافتراض أن ركائز الإبداع فى مجموعة“جئتك بالحب” القصصية، مبنية على الخيال والإنسانية والوصف الدقيق، فمن الممكن اعتبار أنها تحوى قصصًا ذات اتجاه نفسي؛ فالقصة النفسية تقدم إلينا مظاهر السلوك، وقد تتكهن بأسبابه الظاهرة، أما معرفة الدوافع البعيدة فمن شأن التحليل والتفسير".
وتوضح الكاتبة أن عدد من نصوص المجموعة: "تتسم بالقلق وعدم الاستقرار وتنتج عن غياب العلاقات الحميمة والودودة كما فى قصص "صخب الظلام"، و"وصال"، "كليمانتس"، والوحدة النفسية الاجتماعية التى تتسم بالضجر والشعور بالهامشية وتنتج عن غياب الصداقات المشبعة، كما فى قصص "علمى وجهلك"، و"سوء تفاهم"، و"جعلنى حائرًا"، وأهم ما يصاحب الشعور بالوحدة الرغبة فى شخص ما نحبه، ويحبنا، كما نلاحظ المشاعر الخفية مثل "الانسحاب، والاستغراق فى الخيال وأحلام اليقظة"، كما فى قصص "اختفاء زمردة" و"يقينى بك" و"هناك"، والميول الانتحارية كما فى قصة "فرصة للحياة".
تيسير النجار، كاتبة وشاعرة وعضو نادى أدب أسوان، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان "أكسجين 280" عام 2015م، و"خلف الباب المغلق" عام 2016م، وفازت المجموعة القصصية "جئتك بالحب" بجائزة يوسف زيدان لإبداع الشباب عام 2019م.