تمر اليوم الذكرى الـ63، على توقيع كل من سوريا ومصر على ميثاق الوحدة العربية بين البلدين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، من قبل الرئيسين السورى شكرى القوتلى والمصرى جمال عبد الناصر، اختير عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وذلك فى 1 فبراير عام 1958م.
س/ ما الدوافع وراء قيام الوحدة العربية بين مصر وسوريا؟
ج: كانت نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين، فى وقت كان فيه قادة حزب البعث العربى الاشتراكى قد قاموا بحملة من أجل الاتحاد مع مصر. إذ يرى الصحافى باتريك سيل "أن جمال عبد الناصر لم يكن متحمسا لوحدة عضوية مع سوريا، ولم يكن يطمح لإدارة شئون سوريا الداخلية ولا أن يرث مشاكلها كان بالأحرى ينادى بـ "التضامن العربي" الذى بموجبه يقف العرب وراءه ضد القوى العظمى.
س/ متى بدأ التفكير فى قيام الوحدة بين مصر وسوريا؟
ج: منذ منتصف عام 1954، ومنذ مطلع عام 1955 خصوصا، أبدت الجماهير فى سوريا اهتماما خاصا بثورة مصر: اتفاقية القناة، مقأومة الأحلاف، بلورة ألفكرة العربية لدى قادة ثورة مصر، الضغط الصهيونى على مصر متمثلا فى الحملة على غزة فى مطلع عام 1955، مؤتمر باندونغ، صفقة الاسلحة، توضح الاتجاه الاجتماعى للثورة ومحاربتها الجدية للإقطاع.
س/ من الجانب السورى من أكثر المتحمسين لعقد الوحدة مع مصر؟
ج: أنه مع انتخاب شكرى القوتلى فى العام 1955، حسم الموقف لمصلحة التيار المنادى بالتعأون والتحألف مع مصر، واتفقت مصر وسوريا على إنشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها فى دمشق، وكانت العوامل الخارجية قد لعبت دورها الأول فى تعزيز هذا التقارب، حيث بدأ الاتحاد السوفياتى فى بداية عام 1956.
س/ متى تم إبلاغ الأمم المتحدة بإقامة الوحدة بين مصر وسوريا؟
ج: فى 24 فبراير عام 1958م، أبلغ وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء مصر وسوريا لدولة وأحدة هى الجمهورية العربية المتحدة. بعد ذلك، فى مذكرة مؤرخة فى مارس 1958، أبلغت وزارة خارجية الجمهورية العربية المتحدة.
س/ ما هى أسباب الانفصال بين مصر وسوريا؟
ج: قيام جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتى كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت، قدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل، سياسات استبدادية من قبل الحكومة فى الإقليم الجنوبى ساهمت فى توليد انزعاج لدى السوريين الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التى اشترط عبد الناصر إلغائها لقبول الوحدة.
س/ متى تم الانفصال بين الدولتين؟
ج: فى برقية مؤرخة 8 أكتوبر 1961، أبلغ رئيس الوزراء ووزير خارجية الجمهورية العربية السورية رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن سوريا قد استأنفت وضعها السابق كدولة مستقلة وطلبت من الأمم المتحدة أن تأخذ علما بالعضوية المستأنفة فى الأمم المتحدة للجمهورية العربية السورية. قام رئيس الجمعية العامة بتوجيه هذا الطلب إلى الدول الأعضاء فى جلستها العامة 1035 المعقودة فى 13 أكتوبر 1961.