نعرف الكاتب البرازيلى باولو كويلو صاحب رواية "الخميائى" التى حققت نجاحا كبيرا وترجمت إلى كل اللغات المعروفة فى العالم، ولكن ما الذى نعرفه عن رحلته لاكتشاف ذاته؟
اعتمادا على كتاب "أصوات.. حوارات مع الكتاب" ترجمة ميادة خليل، والذى ترجم حوارا أجراه معه "أدوين أدون" سأله فيه:
عمرك كان حوالى الأربعين عندما قررت أن تصبح كاتبا.. لماذا انتظرت كل هذا الوقت؟
لأنى كنت خائفا. بدأت رغبتى فى أن أصبح كاتبا منذ طفولتى، كان والداىّ منطقيين للغاية، ويرددان دائما بأن مستقبل الكاتب غامض وغير مؤكد. كانا قلقين بشأنى، وأيضا بسبب أننى كنت طفلا خجولا. غالبا فى البيت، وأقرأ كثيرا. فى السابعة عشرة من عمرى أصبت بكآبة حادة: تملكنى شعور من أن والدىّ لا يفهماننى وبأننى معزول عن باقى العالم، وعلى أمل أن أتخذ المسار الصحيح، أبى وأمى سمحا لى بزيارة مصحة نفسية ثلاث مرات، حتى إنى أخذت صعقات كهربائية، كانت علاجا تقليديا فى وقتها. لكن لم يساعدنى كل ذلك، المشكلة كانت عميقة بحيث لا يمكن الإمساك بها، ولم أجرؤ على أن أكون أنا الذى فى داخلى.
ما الذى كان يخيفك؟
كنت لا أثق بنفسى. لوقت طويل كان يبدو لى أن سورا عاليا يدور حول الكتَّاب، كنت أعتقد أنهم يملكون مقدرة خارقة لا أستطيع مجاراتها، لهذا التحقت بالجامعة لدراسة الحقوق، ولكن بعد سنة تركتها، تركت شعرى طويلا، رميت كتب الدراسة بعيدا، سافرت، جربت كل المخدرات التى كانت موجودة، قمت بالسحر، التنجيم، السحر الأسود، حتى أنى كنت ماركسيا – لينيا لفترة، تبعت غريزتى لمدة طويلة، وشعرت بأن الحياة مقبلة على. التقيت بامرأة لطيفة وجدت عملا تقاضيت أجرا كافيا، وبدأت أشعر بالسعادة، ولكن بعد فترة لاحظت بأننى أفتقد إلى شىء جوهرى، وهذا سببه أننى لم أكن أسعى لتحقيق حلمى، هذا الحلم الذى أجلته بسبب الخوف: الخوف من المسئولية.
جاء هذا الإدراك فى التاسعة والثلاثين من عمرى. عندما كنت أقوم برحلة حج إلى سانتياجو، الكومبوستيلا، فى تلك اللحظة كنت ألح على نفسى وأردد: من الآن سوف تقاتل من أجل تحقيق حلمك، سأقود نفسى، ولن ألوم أحدا إن أخطأت أو عندما أؤجل الأمر وباستمرار لأن شيئا جديدا يجذب انتباهى.