فى مثل هذا اليوم منذ 165 عاما وبالتحديد فى 1 فبراير عام 1856 انتهت حرب القرم بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية، والتى استمرت ثلاث سنوات، ودخلت مصر وتونس وبريطانيا وفرنسا الحرب إلى جانب الدولة العثمانية فى 1854م التى كان قد أصابها الضعف، ثم لحقتها مملكة سردينيا التى أصبحت فيما بعد (1861م) مملكة إيطاليا، وكان أسبابها الأطماع الإقليمية لروسيا على حساب الدولة العثمانية وخاصة فى شبه جزيرة القرم التى كانت مسرح المعارك والمواجهات
تنبع أهمية شبة جزيرة القرم الاستراتيجية من وقوعها فى البحر الأسود على مسافة قريبة من مضيقى البسفور والدردنيل اللذين يربطانه بالبحر الأبيض المتوسط من جهة، والقوقاز من جهة أخرى.
نشرته شبكة "العربية نت"، يلقى الضوء على التضحيات التى بذلتها البحرية المصرية فى هذا الصدد حماية لممتلكات الدولة العثمانية، حيث يذكر التقرير أن تربة القرم ارتوت قبل 160 سنة بدماء مصريين دافعوا عنها ضد الروس فى معارك طاحنة ودفنوا بأراضيها، ومياه البحر الأسود المحيطة غربا وجنوبا بشبه الجزيرة الأوكرانية، شهدت أكبر كارثة حلت بالبحرية المصرية فى تاريخها، ففيها قضى غرقا 1920 مصرياً ساهموا قبلها بخسارة الروس لحرب شبه عالمية مصغرة شبت نيرانها فى 1853 ولم تضع أوزارها إلا بعشرات آلاف القتلى بعد 3 أعوام.
مشاركة الجيش المصرى بتلك الحرب معروفة، وعنها توجد صور ووثائق رسمية أوروبية وتركية مثبتة، اطلعت "العربية نت" على بعض ملخصاتها، كما وعلى بعض ما كتبه الأمير المصرى متعدد المواهب والإنجازات، عمر طوسون، فقد ألف كتابا كاملا عنها، وابتعد فيه عن المبالغات الحماسية، ربما إدراكا منه بأن التاريخ قد يدور ثانية ليدقق بالتفاصيل، كما استدار الآن بأزمة مشابهة.
فى كتابه "الجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم 1853-1855" يذكر طوسون أن القرم كانت تابعة بدءاً من 1475 للإمبراطورية العثمانية التى حل فيها الضعف مع الزمن، فاستغل الروس أمراضها وانقضوا محتلين شبه الجزيرة فى 1771 بالكامل، وضموها إلى الإمبراطورية الروسية التى شمرت عن ساعديها أكثر بعد 80 عاما، فزحف جيشها زمن القيصر نقولا الأول فى 1853 على ما هو مولدوفيا ورومانيا الآن، مشعلا أخطر فتيل، وهو "حرب القرم" زمن السلطان عبد المجيد الأول.