نشاهد اليوم صورة فوتوغرافية عن هجوم وقع فى الحرب العالمية الأولى يمكن من خلال تأمله معرفة مدى الكارثة التى أدخل العالم نفسه فيها فى هذه الحرب التى استمرت منذ 1914-1918 مخلفا عالما من الخراب والدمار.
الصور تقدم هجوم المشاة الألمان فى مدينة (فردان) الفرنسية فى يوم 15 مارس عام 1916، حيث يمكنك ملاحظة أن العديد من الجنود الألمان يحملون القنابل بينما أحدهم يحمل سلاحاً قاذفاً للهب.
ونشبت الحرب العالمية الأولى نتيجة صراع بين تحالفين، الحلف الثلاثى المؤلف من ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية وإيطاليا، والوفاق الثلاثى المؤلف من فرنسا وروسيا وبريطانيا.
وعقدت فرنسا حلفًا عسكريًا مع روسيا بداية من عام 1894 للتصدى للخطر الألمانى المحتمل على كلى البلدين، بينما عقدت ألمانيا حلفًا عسكريًا مع الإمبراطورية النمساوية المجرية منذ عام 1879.
فى يونيو عام 1914، أغتيل الأرشدوق فرانس فرديناند، وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية، ولذا عزمت حكومة النمسا - المجر على تدمير صربيا للمرة الأخيرة عقابًا على إثارة الفتن فى أوساط السلافيين.
وسمحت ألمانيا للنمسا سرًا بشن حربها على صربيا بحرية مطلقة، واعدةً إياها بدعمها عسكريًا بغض النظر عن القرار الذى ستتخذه، وقد رغبت كلٌ من ألمانيا والنمسا فى حرب محلية على نطاق محدود بين النمسا وصربيا.
وعزمت روسيا على التدخل لمساعدة صربيا باعتبارها دولة سلافية شقيقة، وذلك رغم عدم وجود أى معاهدة تُلزم روسيا بذلك.
ونال قيصر روسيا دعم الرئيس الفرنسى الذى لم يكن ليتدخل فى تلك الحرب لولا تدخل روسيا.
وحشدت روسيا جيشها لمواجهة النمسا-المجر، وحشدت فرنسا جيشها أيضًا.
وأعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا وروسيا، وغزت فرنسا عبر بلجيكا.
ونسقت بريطانيا تخطيطها البحرى والعسكرى مع فرنسا، ولكنها لم تكن مُلزمة بالدفاع عن فرنسا.
ورغم ذلك كانت بريطانيا مُلزمة بالدفاع عن بلجيكا بموجب الاتفاقية التى عُقدت بينهما، ونتيجة لذلك انضمت بريطانيا إلى الحرب فى صف روسيا وفرنسا (الحلفاء) وأعلنت الحرب على ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية (قوى المركز).
وتحالفت اليابان مع بريطانيا وانضمت للحلفاء، وانضمت الدولة العثمانية (تركيا) إلى دول المركز، وانضمت إيطاليا إلى الحلفاء عام 1915 على الرغم من المعاهدات التى عقدتها مع دول المركز.
وحاولت الولايات المتحدة التوسط لعقد مفاوضات السلام بلا جدوى، وانضمت للحلفاء فى أبريل عام 1917، وبعد وقوع خسائر فادحة من جانب كلى الطرفين، انتصر الحلفاء انتصارًا حاسمًا، وقسموا غنائم الحرب فيما بينهم، بما يشمل المستعمرات الألمانية ومعظم أراضى الدولة العثمانية.