"اضطربت دقات القلب.. ثم أبطات.. وتوقفت الحياة الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة" هكذا عنونت الصحف المصرية للإعلان عن رحيل سيدة الغناء العربى كوكب الشرق أم كلثوم، التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 1975م، بعد أن ملأت حياتها الفنية بالأعمال المميزة، حيث بدأت الغناء وهى طفلة صغيرة مع والدها فى الموالد والأفراح، وفى عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقى لها فى عام 1926م، واليوم مع ذكرى رحيلها ننشر المخطوطة الأصلية لـ "نشيد الجلاء"، الذى كتبها الشاعر الراحل أحمد رامى، ولحنها الموسيقار محمد الموجى.
نشيد الجلاء
يا مصر ان الحق جاء فاستقبلي فجر الرجاء
اليوم قد تم الجلاء ونلت غايات المنى
ومصر قرت اعينا
الأرض هذي ارضنا طابت ظلالا وجنى
فكيف نرضى غيرنا يدود عن أوطاننا
نحن الالى نحمي الديار نحن الالى نرعى الجوار
وكل من عادى وجار ذاق الردى من بأسنا
عشنا على برق الوعود حتى انقضت تلك العهود
ثم انطلقنا في الوجود نارا ونورا وسنا
هيا احرسوا حدودنا بالزاحفات في السهول والهضاب
وطوقوا بحارنا بالسابحات فوق أعطاف العباب
ورصعوا سماءنا بالمارقات في الفضاء كالشهاب
مرت بنا تلك السنون بين الاماني والظنون
حتى انجلى صبح اليقين ومصر قرت أعينا
ولدت أم كلثوم فى 31 ديسمبر 1898 بقرية "طماى الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية، كانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامى ثم الملحن محمد القصبجى، بدأ محمد القصبجى فى إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقى يكون بديلا لبطانة المعممين التى كانت معها دائما، عندما شنت الصحف هجوما صاعقا على بطانتها، لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو والشيخ خالد، بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت فى زى الآنسات المصريات، وعام 1928 أصدرت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" والذى حقق لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها فى فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.
ثم التحقت أم كلثوم بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وهى أول فنانة دخلت الإذاعة، وشاركت فى عدة أفلام ثم تفرغت بعدها للغناء فقط، و من أهم الأغانى " أنت عمري، الأطلال، حب ايه ، ألف ليلة وليلة ، وللصبر حدود " وقامت بغناء العديد من الأغنيات الوطنية، وفى فترة السبعينيات عانت من التهاب الكلى حيث سافرت إلى لندن للعلاج، حتى وافتها يوم 3 فبراير عام 1975.