عزت العلايلى لم يكن مجرد فنان لكنه كان نموذجًا للنجم المثقف، المهموم بقضايا بلاده، فحاول خلال مسيرته الفنية تجسيد هموم المصريين والتعبير عنها، ولأن الأدب المصرى خلال فترة السيتنيات كان معبرًا حقيقيًا عن الواقع المصرى، وأحوال المصريين، خاصة فترة ما بعد نكسة 1967، فكانت هناك العديد من الأفلام التى قدمت مأخوذة عن أعمالا روائية وأدبية، كان نصيب "العلايلى" منها كبيرًا.
وقدم الفنان الكبير عزت العلايلى، الذى رحل عن عالمنا اليوم، عن عمر ناهز 86 عاما، العديد من الأعمال المأخوذة عن نصوصا أدبية، ولعله مع الفنان الكبير الراحل نور الشريف أكثر نجمين قدما أعمالا مأخوذة عن روايات وقصص الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، إذ قدم وحده ما يقرب من 12 عملا فنية.
ويبدو أن أدب "محفوظ" كان مؤثرا فى شخصية "العلايلى" وكان الأخير قراءً نهما قبل أن يكون فنانا، ولعل ذلك كان صاحب الأثر فى مشاركة الفنان الراحل فى عدد كبير من أعمال "محفوظ" الأدبية.
وتحدث عزت العلايلى عن علاقته بأدب نجيب محفوظ، وكيف أثر فى شخصيته خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامج "معكم منى الشاذلى"، قائلا: "نجيب محفوظ علامة من علامات الأدب حتى للرجل الشارع العادى والمثقف، لأنه درس الفلسفة كان يعرف إمتى يخاطب الآخر يعرف العوامل النفسية للقارئ، ومتى يكتب ومتى يرسل رسالة".
وأضاف "العلايلى": "أغلب جيلنا خريجين جامعة ومعهد فنون مسرحية، فلكنا تبارى فى قراءة الأدب المصرى، وكان نجيب مثال للقراء والقراءة فى هذه المرحلة، فمن يقرأ نجيب محفوظ فهو على أولى بداية خطوات الفلسفة، فعندما كنا نقرأ لنجيب محفوظ كنا نتمنى أن نكون إحدى تلك الشخصيات التى نقرأها، حتى ونحن فى دور الصبى كنا نذهب دار الكتب كثيرا وكان الأساتذة يشجعونا، وأتمنى أن تعيد وزارة التعليم غرفة الموسيقى وغرفة التمثيل، مش ضرورة الطفل يطلع فنان، بس هيطلع عنده تذوق".
وعن الأعمال التى قدمها الفنان من كتابات صاحب نوبل فى الأدب عام 1988، وأوضح أنه أول عمل قدمه لنجيب محفوظ كان بين القصرين، وبعدها قدم ميرامار والاختيار، ويبدو أن الأخير كان له قصة معه، حيث أوضح: "الاختيار المرحلة حينها وفكر نجيب محفوظ فى ثلاث أو أربع صفحات، الاختيار ده له قصة كبيرة، بعد ما حصلت النكسة فى مصر، حصل هزة فى الشخصية المصرية، الهزيمة المريرة كانت شيء صعب جدا، وزار مصر إيريك رولو، المصرى الأصل، ورئيس تحرير لموند الفرنسية، وكنا نتناقش أنا وهو ويوسف شاهين، وطلعت فكرة مجنونة، بينى وبين يوسف، إننا لازم نعمل حاجة، أحنا كفنانين لازم نعكس اللى حصل ده وكيف حصل بس بطريق غير مباشر، فقولتله اللى هيخلصنا من تفكيرنا ده كله هو واحد فقط، هو نجيب محفوظ، تعالى نروحله ونحكيله الحكاية، وروحنا أنا ويوسف وحكينا همنا وقولنا عاوزين ده يتعمل فيلم، عن اللى حصل فى الشخصية المصرية، وكنا كاتبين ملخص حسب رؤيتنا أنا ويوسف، فقالنا الأستاذ نجيب سيبولى الورق ده أسبوعين ونشوف هنعمل إيه، وأنا روحت له بعد أسبوع، فلقيته عامل معالجة لفيلم، شىء فلسفى فظيع، كان أديب فيلسوف".
وعن الأعمال الأخرى التى قدمها للراحل نجيب محفوظ، أشار "العلايلى" إلى أنه قدم دقت الساعة وعائش فى الحقيقة، عن فرعون مصر، ونور القمر، وكذلك كفاح طيبة، وكانت مسرحية من إخراج الفنان نور الشريف.