من الأفكار المتطرفة المنتشرة، قطع الطرق والدعوة لتعطيل المواصلات، لذا جاءت سلسلة رؤية التى صدرت عن وزارة الأوقاف بالتعاون مع هيئة الكتاب للرد على مصل هذه الضلالات.
ويقول كتاب "ضلالات الإرهابيين وتفنيدها" تحت عنوات "الرد على دلالة الدعوة إلى قطع الطريق وتعطيل المواصلات" وللرد على هذه الضلالة نقول:
تجاهلت هذه الجماعات ما ورد من سنة شريفة ونهى نبوى صريح فى أمر الجلوس على الطرقات، فضلا عن قطعها وإيذاء الأبرياء فيها، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، أن رسل الله صلى الله عليه وسلم قال، إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هى مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فاأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق، قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر".
فقد وضع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضوابط للتعامل مع الطريق، حال ما إذا اضطر الإنسان أن يجلس فيها، وهذا فى مجال المباح، من تبادل الأعمال والمصالح والمنافع والخير، وجعل هذه الضوابط من حقوق الطريق، وليس لأحد من الناس.
ومما ورد من حقوقه، غض البصر، وكف الأذى ورد السلام، والأمربالمعروف والنهى عن المنكر، فمن أين جاء هؤلاء بجوواز قطع الطرق والاعتداء عليها، وبالتبعية الاعتداء على المستخدمين لها.
وقد نهى الشرع عن تعطيل المواصلات، لما فيه من إضرار لمصالح عامة الناس، ولعدم قصور استخدامها على فئة بعينها، كما أن فى تعطيلها إضرار وأذية بالخلق ومخالفة لأمر النبي، حيث قال "كف الأذى والنهى عن المنكر" والتى هى من حقوق الطريق.
وورد فى السنة المطهرة، ما يدل على فضل وثواب من يقوم بإزالة الأذى عن الطريق ويمهده للناس، ومن ذلك ما روى عن أبى هريرة، رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، بينما رجل يمشى بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له.
وفى التشجيع على قطع الطرق وتعطيل المواصلات إحداث شلل لحركة الحياة فى البلد، وتعريض حياة المواطنين الأبرياء والمسالمين إلى الخبر، وفى ذلك اسهانة بأرواح الناس ومصالحهم، وهذه مخالفة صريحة وواضحة للضوابط الشرعية.
وفى هذا الإتلاف تعد على ممتلكات الدولة العامة ومنافعها، وفى ذلك إضرار بالدولة والمجتمع، ومصالح البلاد والعباد، وهو ما يؤكد أن هذه الخطوات إنما هى خطة ممنهجة ووموضوعة بمكر شديد، من أجل إشاعة الفوضى فى البلاد وتأجيج حالة الحقد والغضب عند الناس، حتى يثورا على حكامهم فتكون الفوضى التى يسعى أعداؤنا إلأى تحقيقها، رجاء تمزيق دولنا وتفتيتها وإضعافها وتحويلها إلأى كيانات هزيلة لا تنفع صدقا ولا تضر عدوا.