تمر اليوم الذكرى الـ201 على قيام جمعية الاستعمار الأمريكية بإرسال أول 86 أمريكيًا أسود لإنشاء مستعمرة فيما أصبح لاحقًا يعرف باسم ليبيريا، وذلك فى بداية موجة لإعادة السود لأفريقيا، وهى عبارة عن مجموعة تأسست عام 1816 من قبل روبرت فينلى من نيوجرسى لتشجيع ودعم هجرة الأمريكيين الأفارقة الأحرار إلى قارة أفريقيا، بين عامى 1821 و1822 ساعدت الجمعية فى تأسيس مستوطنات على ساحل بيبر فى غرب أفريقيا كمكان للسود الأمريكيين الأحرار.
وبحسب موقع "BBC" فى عام 1816 تأسست جمعية الاستعمار الأمريكية، على يد سياسيين أمريكيين بارزين حينئذ، مثل روبرت فينلي، وأندرو جاكسون، وجيمس مونرو، ودانيال ويبستر، وفرانسيس سكوت كى، واشترت الجمعية أراضٍ فى ما كان يُعرف باسم ساحل الفلفل، وأطلقوا عليها اسم ليبيريا، وهى كلمة مشتقة من "ليبرتي" وتعنى الحرية، لإرسال العبيد المحررين فى أمريكا إلى هناك، وكانوا يرون أن أفضل حل لهم هو العودة لأفريقيا تجنبا لأى توترات مع البيض، وذلك بحسب موقع أميريكاس ليبرارى دوت غوف.
واستطاعت أول مجموعة من العبيد المحررين، والتى كانت مكونة من 528 شخصا فقط، بناء مستوطنة قوية على أساس القيم الأمريكية، ومنذ عام 1822 وحتى الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861، هاجر نحو 15 ألفا من العبيد الأمريكيين المحررين إلى ليبيريا.
وفى أربعينيات القرن التاسع عشر، بدأ البريطانيون فى التحرش بالمستوطنة التى باتت تفرض ضرائب على التجار البريطانيين فى المنطقة. وعندما طلب حاكمها دعم واشنطن ضد البريطانيين، ترددت، وبحلول عام 1847، أصبح جوزيف جينكين روبرتس، المولود فى فرجينيا فى الولايات المتحدة، حاكما للمستوطنة، وشعر أن ليبيريا جاهزة للاستقلال. وفى العام التالي، أصبح رئيسا منتخبا للبلاد.
وقد ظل روبرتس رئيسا حتى عام 1856. وانتهت تجارة العبيد تماما فى عهده من موانئ بلاده، بمساعدة الأسطولين الأمريكى والبريطاني.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه بين عامى 1848 و1956، اعترفت العديد من الدول باستقلال ليبيريا. إلا أن اعتراف واشنطن تأخر حتى عام 1862، ويبلغ عدد سكان ليبيريا حاليا 4.6 مليون نسمة، نحو 5 فى المئة منهم من أحفاد العبيد الأمريكيين المحررين. وحتى اليوم، ما زالت هناك توترات بين هؤلاء والسكان الأصليين لهذه المنطقة.