"ابن الإسكندرية الذى دخل المسرح الأدبى دخول العاصفة، والذى أتوقع أنه سيظل يثير من حوله تلك العواصف الخلاقة" هكذا وصف الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس، الروائى والقاص السكندرى الكبير سعيد سالم، صاحب الإبداعات الأدبية المتعددة، والروائى الكبير سعيد سالم صاحب إسهامات أدبية كثيرة، فى الرواية والقصة، لعل من أبرزها مجموعته القصصية "أقاصيص من السويد" التى صدرت طبعتها الأولى عام 2005 من هيئة الكتاب ثم صدرت فى طبعة جديدة عن دار المعارف عام 2017.
والمجموعة تصنف ضمن أدب الرحلات وتناقش فكرة صراع الحضارات بين الشرق والغرب من خلال بعثة مجموعة من شباب 15 دولة نامية لدراسة صناعة الورق والتكنولوجيا الحديثة فى السويد.
تأتى معظم قصص سعيد سالم كصرخة احتجاج لحرية الانسان وقيمته الذاتية وكتأكيد لأهمية الفكر فى زمن المادة والبطل فى هذه القصص هو الفكرة وليس الشخصية أو الحدث والكاتب يتقن الوسائل الحديثة فى فن القصة القصيرة، فهو لا يعتمد على السرد والحكاية فقط وإنما يستخدم المونولوج الداخلى استخداما جيدا بتعبير فيه تكثيف وشاعرية، وهو يجنح قليلا إلى السيريالية دون إغراق فى الغموض، كما يستخدم الشكل الأسطورى فى بعض الأقاصيص، أما لغتــه فهى متميزة فى مستواها الفنى والفكرى برنامج مع النقاد.
ومن أجواء المجموعة: "لو دخلت إحداهن صدرى لما ترددت أن تمضى بقية عمرها فى جناتى ووديانى وقمرى وأنهارى وعصافيرى وكلماتى والحانى وألوانى وغنائى، وها هى تجئ كما يجئ الحلم.. حورية تسعى إلى مائدتى تطلبنى على استحياء للرقص.. تحف بها هالة من نور الخالق العظم. أذوب فى سحر الجمال فارقص واتفانى وأفنى فى ملكوت سرمدى لا يفرق بين التقدم والتخلف ولا بين الشباب والكهولة ولا بين الشمال والجنوب".
وسعيد سالم، أديب مصري، من مواليد الإسكندرية عام 23 فبراير 1943، حاصل على ماجيستير الهندسة الكيميائية من جامعة الاسكندرية عام 1968، عضو اتحاد كتاب مصر وعضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو هيئة الفنون والآداب، وعضو أتيليه الفنانين والكتاب، صدر له من قبل روايات "جلامبو"، "بوابة مورو"، "عمالقة أكتوبر"، "آلهة من طين"، "عاليها أسفلها"، "الشرخ"، "الأزمنة"، "الفلوس"، "الكيلو 101 الوجه والقناع"، "حالة مستعصية"، "كف مريم"، "الشىء الآخر"، "الحب والزمن" "المقلب"، "الفصل والوصل".
حصل من قبل على الجائزة الأولى عن رواية "الأزمنة" فى مسابقة احسان عبد القدوس للرواية، جائزة الدولة التشجيعية فى القصة لعام 1994 عن مجموعة "الموظفون"، جائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية لعام 2001 عن رواية "كف مريم"، جائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية لعام 2010 عن رواية "المقلب"، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لعام 2012، وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 2013.