صدرت حديثا فى طبعة ورقية وأخرى إلكترونية عن مدونة بيت النَّص، ديوان "وردة التخييل الذاتى" للشاعر أشرف يوسف، وهو الديوان السادس الذى يعد بحسب المؤلف متتالية شعرية أو رواية شعرية بضمير المتكلم، ورسوم الفنانة كارولينا، ويأتى الديوان فى 245 صفحة ويحوى قسمين، هما: "يَوميَّاتُ حَظْرِ التِّجوال"، و"مُفْرَدَةٌ فى مُتْحَفِ اللَّيل"، وبتصدير من الكاتبة المصرية مى زيادة فى مستشفى العصفورية للصحة النفسية ببيروت: "باسِمِ الحَياةِ أَلْقانى هَؤلاءِ الأَقارِبُ فى دارِ المجانِين".
وجاء فى مقدمة الديوان: "اُنجز كتاب وردة التخييل الذاتي، مشاهد طويلة بين اَربعة جدران فى الشهور الأولى من عام 2020، وفى ظروف عزلة جائحة كورونا".
ومن أجواء الديوان:
رَسمَت لى سيِّدةُ القوافى ومَليكتى الحسناءُ طريقًا،
لم يكن لطرَفَيْه مَقاصِدُ،
لإقامتى الجبريَّة فى كباريه العَدَم،
كنت أتحدَّث لرفاقى الليليِّين بودٍّ عن راقصاتٍ خليعاتٍ،
وأتدرَّب بينى وبين نفسى
على زَوالِ نُقطةِ حُبٍّ وإقامة بداخلى
فى تقاطُع مكتبة سندباد وشارع شريف.
أتدرَّب بينى وبين نفسى
ألَّا تتحرَّك فى أنحائى الشَّاسِعة؛
أنا الابن القاسى للمَوَدَّة...
أخاف تلك النُّقطةَ تَحديدًا،
ولا أخاف خُلُوَّ الشارع من الأصوات؛
فهى تَملؤنى عن آخري،
وبودِّى إخفاؤها حتى عن عَينيّ
عندما أجلِبُ تلِّيسكوبًا كأى طفل سجين
فى بلكونة شقَّةٍ مُستَأجَرة*
وأُسلِّطه حول هالة النور التى تتوسَّطها؛
لكونى لم أرها يومًا ما بالعين المجرَّدة...
ثم أَكُفُّ فجأةً عن هذه الألعاب
وأبنى أكاذيبَ جديدةً لتَنفِرَ منِّي،
ويظلَّ مَكانُها فارغًا فى منطقة البورصة،
وشوارعها الجانبية، وبين ضلوعي،
بينما يُوقِفنى كمينٌ لِشرطَةِ المدينَةِ الصَّديقَةِ،
وأَشلحُ هُويَّتى لِتُكتَبَ لى السَّلامَةُ والنَّجاة..
كَرَايَتى البيضاءِ التى نَجوتُ بها
من خَطَرِ امرأةٍ شَهيَّةٍ وجَميلَةٍ،
ولم أُصادِفها بَعدُ،
ولا حتى فى الأحلام،
ولا بين دِفَّتَى كتابِ أعزَّائى الموتى
فى ثَورةٍ شعبيَّةٍ لم تَندلِع بَعدُ
وأشرف يوسف من مواليد السبعينيات بإحدى قرى محافظة الدقهلية، ويقيم حاليًا فى القاهرة، عمل محررا أدبيا بأكثر من دار نشر مصرية وعربية بالقاهرة، ومدرسا للغة عربية لغير الناطقين بها، بشكل حر، صدر له من قبل: "مقهى صغير لأرامل ماركس"، دار شرقيات، القاهرة 2015، "حَصيلتى اليوم قُبلَة"، دار شرقيات، القاهرة 2007،"يَعملُ مُنادِيًا للأرواح"، دار شرقيات، القاهرة 2002، "عبور سحابة بين مدينَتَيْن"، مطبوعات أدب 21، المنصورة 1997، "ليلة 30 فبراير، قصائد منسوخة"، دار أدب الجماهير، المنصورة 1995، كما نُشِرَت له العديد من الكتابات فى جرائد مصرية وعربية، وترجمت مختارات من أعماله إلى الفرنسية.