تمر، اليوم، الذكرى الـ140 على رحيل الحبر الأعظم للرواية الروسية الأديب الكبير دوستويفسكى، إذ رحل فى 9 فبراير عام 1881م، وهو روائى وكاتب قصص قصيرة وصحفى وفيلسوف روسى، ويعد واحدا من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم، رواياته تحوى فهماً عميقاً للنفس البشرية كما قدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا فى القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية.
اسمه فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكى، ولد فى 11 نوفمبر من عام 1821م، لعائلةٍ متوسطة، كان والده طبيبا؛ صارما فى تربيته، واعتادت مربيته على قراءة رواية الأساطير له، مما أثرى ذهنه بالخيال الخَصْب.
بدأ قراءته الأدبية فى عمر مبكر من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير من كتاب روس وأجانب، بعد تخرجه عمل مهندسا لفترة، وكان يترجم كتبا فى ذلك الوقت أيضاً ليكون كدخل إضافى.
فى أربعينيات القرن التاسع عشر كتب روايته الأولى "المساكين" التى أدخلته فى الأوساط الأدبية، لكنه أُلقى القبض عليه عام 1849 لانتمائه لرابطة بيتراشيفسكى السرية التى كانت تناقش كتبا تنتقد نظام روسيا القيصرية، فحكم عليه بالإعدام، ولكن خفف الحكم فى اللحظات الأخيرة للأشغال الشاقة.
فى السنوات اللاحقة، عمل دوستويفسكى صحفيا، ونشر فى العديد من المجلّات الأدبية، منها مذكرات كاتب وهى مجموعة مقالات كتبها خلال أعوام 1873-1881، واجه صعوبات مالية، واضطر للتسوّل من أجل المال، لكنه فى نهاية المطاف أصبح واحداً من أعظم الكُتّاب تقديراً واحتراماً.
تميزت أعماله بتجسيد الصراع النفسى الذى عانى منه المجتمع الروسى خلال حُقبةٍ مضطربة سياسيًا واجتماعيًا، وعبرت تعبرا دقيقا عن أفكاره الفلسفية والدينية والنفسية، وتناولت رواياته قضايا الانتحار والفقر والخداع والأخلاق، كما ركز على الأحلام فى قصّة "الليالى البيضاء"، وعلاقة الأب وابنه فى "المراهق"، وتعد روايته "الإخوة كارامازوف" أطول أعماله على الإطلاق وأعظمها إبداعاته.
وتوفى دوستوفيكى فى عام 1881؛ بسبب إصابته بنزيفٍ فى الرئة، وتحول منزله إلى "متحف دوستويفسكي" فى عام 1971.