تمر اليوم الذكرى الـ51 على قيام القوات الإسرائيلية بقصف مصنع فى منطقة أبو زعبل المصرية بهدف تحطيم الروح المعنوية للمصريين، حيث استيقظ سكان أبو زعبل صباح يوم 12 فبراير 1970 على أحد الأعمال الخسيسة للعدو الإسرائيلي الغاشم، وهو قصف مصنع أبو زعبل، ما اسفر عن استشهاد 70 وأصيب 69 آخرون، وظن العدو أنه إذا انكسرت الجبهة الداخلية ومقاومة الشعب ستتوقف حرب الاستنزاف وغارات الصاعقة المصرية في سيناء.
ضرب مصنع أبو زعبل زاد من إصرار الجيش والشعب على الأخذ بالثأر واكتمال منظومة الصواريخ، وزار وقتها الرئيس عبد الناصر موسكو سرا، وذلك في أواخر يناير 1970، واتفق على الدفاع عن العمق في القاهرة والإسكندرية وأسوان بأحدث الصواريخ.
وعاش الشعب فترة مجيدة في فبراير والنصف الأول من مارس 1970، والتي أمكن فيها بناء مواقع جديدة للصواريخ بشكل حديث، وباستعدادات وإمكانات لا يمكن أن تحققها إلا دولة عظمى.
واستطاع المصريون "عمال وضباط" بالإشتراك مع شركة إحدى شركات المقاولات الكبرى خلال 40 يوما فقط، جمع 40 مليون جنيه لبناء قواعد الصواريخ بمعدل مليون جنيه في اليوم الواحد، وأمكن قبل منتصف مارس 1970 دخول بطاريات الصواريخ الجديدة إلى مواقعها وفق أحدث النظم الهندسية.
وبدخول البطاريات العمل في منتصف مارس 1970 تمت تغطية العمق، وشعرت إسرائيل أن معركة الطيران التي أرادت أن تحسم بها المعركة بأن تكسر مقاومة الجبهة الداخلية بغارات العمق فشلت، خاصة بعد ضرب أبو زعبل ومدرسة بحر البقر.
وانتصر الجيش والشعب على العدوان الغاشم، وكسرت يد إسرائيل التي لم تمتد لأي هدف مدني بعد هذه التغطية من قواعد الصواريخ الثابتة والمتحركة في الداخل وبطول خط المواجهة.
واختار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلقاء كلمته في عيد العمال من مصنع شبرا الخيمة للحديد والصلب، وإصدار طابع تذكاري لتخليد ذكرى شهداء مصنع أبو زعبل.