ننشر مقالة للكاتبة الجزائرية مريم عرجون عن عيد الحب الذى يحتفل به العالم فى 14 فبراير من كل عام.
طِينٌ لَازِبٌ ماءٌ دَافِقٌ و حَمَإٍ مَسْنُونٍ و الروح نفخة أَمْشَاجٍ، إنها علاقة ناشئ ذى نَشءٍ بين خالق ومخلوقٍ وذلك الصغير هديةٌ مباركة بين وَضَّاحٍ وغير وَضَّاحٍ تَوَلَّجت بمشاعر رُّضابِ تُنعش النفوس و حُنُوٌّ تبحر في لجج الوجود ليضيء عتمة الدُهْمَة رست على شاطئ حبِ تشعبت دروب الإحساس الضال فيه و في زخمِ الليلِ وتكاثفِ الخَبَل تَنُوف في الصدر رائحة التعلقِ كنارِ جهنم كلّما مٙنحتَ للحب طَالَبَت: هل من مزيد؟
أستعيذُ بالله من حبٍ ساطٍ كمجهولٍ سرق ما تبقى مني كلما داهمني هَوَس الليل المؤلم ، ليل يحمل معه حبا مجنونا أتخبط في غرفتي ، أصطدم بجدران الشوق أبْتَغي إِسْتيعاب ما يدور حولي عبثا فيخفق قلبي مُرْتَاباً في اضطرابِ كلما إِعْتَزَمَت إلى النوم وَثَّبَت على صدري أطيافه كأنه أَضْحى مخطوطة حلم أُودِعها جَوْف مخيلتي ، أجلس بين جدران غرفتي أستَرد شريط لقائي به طَفِقَ قلبي يعزفُ تَرانِيم الحب و عينايَ تهَرْولَانِ خلفه كي أطوقه صوراً في قلبي، عينان جعلتني ضريراً مارداً بنفسٍ لا تعرف الوُجُوم كلما رأيتها تَرَجْرَجَ دمي حبا ونار و اِسْتَهَلَّت رحلة الضياع بينهما فتتردَّى كل أجزائي لأسافر فيها دون رجوع، هلا تقترب أيها البعيد ليفيق قلبي من مُنذِّرات إقبالك، إقبالك الذي يستثير خوالجي ويهز قلبي فتضْمَحَل جاذبية الأشياءِ بين عيناك، عيناك التي اختلست ذاكرتي حينها أَضْحيت لا أتقن الاِنتصار بل أمامها أكرر الهزيمة ،فهلا تنتشلني من هذا الليل المثقل الدَامِج بلونه الأسود الذي يفتك بي وأنينه المتكرر يرهقني و يزعج الظلام، ظلام ليلٍ ظالمٍ ومظلمٍ دونك ، وافى إلى قلبي الذي ينبض شوقا لحبك و ألقي عليه السلام وسطَ الصمت المطبق كي لا يدركه همُ الحياة وأغمره لتسمع نبضاته المشوشة التي تتلاطمُ في فوضى كبحرٍ ثَائِر الأمواجِ لينْدَمجَ في داخلي إنفعالٌ كَبَسَ على زنادِ لهيب الشوق فيتَعَدَّى الخطوطَ الحمراء ،تتلاطمُ مشاعري في لجّة و تفتقرُ إلى الكلماتِ أتسمر حينها أمام عينيك التي إنتشلتني من غياهبِ الحياةِ المجرّدة يذعنَ قلبي وكلّ حواسي لك ويتَصَلَّب ناظري مُنشَغِف فيهما وأتوه في حضورك المربك ، إحساسٍ عميقٍ يمتلئ داخلي حتى يفيض متأرجحا فوق رأسي أكثرُ الأفكارِ وتلبسني أصفاد الإلهام الباذخ لتثير فجوةَ الشوق المكظومَ في أعماقي و يهزّ كلّ جسدي حبّا لك حتى يصير لقلبي قطبٌ لا ينجذبُ إلا لك بسبب صعقة تيارات عشقك الـذي ضربني وله الفضل لبعثي من جديد.
يدي التي عانقت يداك يوما إشتكى جسدي يريد عناق حب كامل من كلّ صوبٍ ففي عناقك يتوقف العالم يختفي التوقيت ينهار الواقع البائس ويتجسد الخيال والعالم الموازي عالم الأرواح نسمة حضورك موارب اشتياقها تكتم أنفاس الصمت وتحتضن اللهفة بشغف كل ما أراه حولي هنا قيد الانتظار والعمر يمضي ، تعثرت خُطايا بنبض القلب فكلي رافض وكلي يريدك ونفسي تعاند نفسها وتعب الصبر من الشحنة المتأججة من المشاعر داخلي التي لا تستقر ولا تهدأ وترفض أن تتلاشى فتغلغل و أضمحل داخلي حتى تضبطَ عمود الحب ، دونك أنا هائمة لا أعرف السبيل ضمني إليك لأنبض بالحياة وأشربني نخب شوقك فأنا صرت أجهل مذاق الحب ثم أغمرني بأقصى درجات الجنون ولوذ بقلبي الذي يهفو إليك إلى ما وراء الأوهام فالشوق المتأجج داخلي يزداد توهجا في هذا الليل الذي يشبهني لما لا تأتي وتضمني في لحظة الصمت وتشعل اشتياقي بقشعريرة تهز جسدي وتبحر بخباياه، تتعبني لهفة الانتظار لف ذراعيك حولي وجردني من قيود الخجل لأدفع بمشاعرك إلى حيث لن تعود حينها تراقصني على صدرك وتمطرني حبا لعلي أتنفس دفء الشوق المشتعل وتهوى إليا كطفل بجنون عشق تبعثر جسدي العالق بحمى الأشواق بجدران جسدك، يا نبض الوريد إني قد ابتليت بك فهلكت وأدمنت هلاكك فخلعت إرادتي وباغثت ثباتي بَغْتَة اعتراني عارم الهوس لتصير بلاء جميلا ،هلا أمطرتني بقبل لأتورط فيك أكثر وأرتوي من كحل عينيك حتى تعلن عن صباح جميل.