فى 14 فبراير يحتفل العالم بعيد الحب، فى ذكرى رحيل القديس فلانتين، والذى ارتبط اليوم باسمه، فأصبح يوم "الفلانتين"، وهو اليوم الذى يتبادل فيه المحبون الورود والهدايا من أجل التعبير عن حبهم لبعضهم البعض، ورغم أن عيد الحب يعد من المظاهر الحديثة نسبيا لكن الحضارات القديمة أيضا عرفت الاحتفال بعيد الحب، والتعبير عن العشق بتبادل الهدايا.
وبحسب إذاعة "دويتشه فيلة" كشفت دراسة مصرية حديثة عن احتفاء المصرى القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دورى ضمن 282 عيدا واحتفالا عرفها المصريون القدماء فى كل عام .
وقد كشفت دراسة تاريخية حديثة صادرة عن مركز الغرابلى لبحوث وتنمية المرأة المصرية - فى مناسبة الاحتفال بعيد الحب- عن صور وتفاصيل لعلاقة الفراعنة بالحب واحتفائهم بالعشق والعشاق فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دورى.
وقالت شيرين الغرابلى مديرة المركز إن المصرى القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها فى احتفالية يطلق عليها "الوليمة " وان مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر تحتوى على عشرات اللوحات التى تسجل احتفاء المصرى القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته.
وكما يهدى المحبون والعشاق الورود والزهور لمن يحبون ويعشقون اليوم ، فإن المصريين القدماء اهتموا بالزهور وقدموها لمن يحبون ويعشقون للتعبير عن عشقهم وحبهم قبل آلاف السنين، فقد كان للزهور مكانة كبيرة فى نفوس المصريين.
وتزخر مقابر مدينة الأقصر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه فى قارب وسط المياه المتلألأة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس.
ويعد عصر الدولة الحديثة فى مصر القديمة من أكثر العصور ثراء بالأشعار "التى تفيض رقة وحناناً وعفة".
ومن قصائد الغزل والحب والعشق فى ذلك العصر، قصيدة يناجى فيها العاشق معشوقته، وتناجى فيها المحبوبة حبيبها فى مودة وكلمات عفيفة، فينادى العاشق معشوقته بـ"أختي"، وتنادى فيها المحبوبة محبوبها بـ"أخي" ويعبران عن اللوعة والحب والشوق ليوم زفافهما.
ويضم متحف "تورين" فى إيطاليا مقتنيات أثرية تتضمن بعضاً من تلك القصائد، كما يحتوى المتحف البريطانى والمتحف المصرى فى القاهرة الكثير من أوراق البردى واللوحات وقطع الأوستراكا التى تسجل بعضاً من قصائد الحب والغزل فى مصر القديمة.