تميز رجب بأسلوبه السريالى والشخوص والعوالم الغرائبية المنسلخة من الواقع الإنساني، ففى مجموعته القصصية الأولى "غرباء 1968" كانت بوادر التجديد واضحة فى قصص مثل "المدية" و"جداران ونصف"، وفى نفس العام صدرت مجموعته القصصية "الكرة ورأس الرجل"، وهو عنوان القصة التى نشرها فى مجلة القصة برئاسة محمود تيمور، فجاءت المجموعة تضم روائع أدبية، منها "الكرة ورأس الرجل"، "مارش الحزن"، "الثور الذى ذبح الرجل"، و"حديث بائع مكسور القلب".
وفى ذلك الوقت سانده الأديب الكبير يحيى حقى ونشر له عددًا من قصصه فى مجلة "المجلة.. سجل الثقافة الرفيعة"، وكتب عنه: "لقد التقيت بفنان يسبق زمانه، تجده يمسك القلم كريشة فى مهب الريح، إنه غير من شكل ومضمون وأسلوب ومضمون القصة".
وبحسب الكاتب الكبير محمد جبريل: "الكرة ورأس الرجل".. بطلها كاتب يعانى الإحباط لظروف يعلمها كل من أدركته حرفة الكتابة. شاهد مباراة فى كرة القدم عجز لاعبوها عن تسجيل أى أهداف وأهداهم الكاتب رأسه فلعبوا بها وسجلوا ما عجزوا عن تسجيله بالكرة العادية!المعنى كما ترى واضح. وهو أن الغلبة للعلم. وللفكر والابداع وكل ما يلجأ إلى الذهن الإنساني.. حتى لعب الكرة إذا اعتمد على العلم والفكر والخيال. فإنه سيحقق ما لا تستطيع إنجازه الهواية التى يغيب عنها التخطيط، تذكرت قصة حافظ رجب وأنا أقرأ المكافآت التى يحصل عليها معلقو مباريات كرة القدم فى القنوات الفضائية.. واللهم لا حسد!"
وكان الكاتب والقاص الكبير محمد حافظ رجب، رحل عن دنيانا فى ساعات متأخرة من مساء أمس الأول الجمعة عن عمر يناهز 86 عاما، بعد مسيرة طويلة فى عالم الأدب الإبداع، ظهر خلالها كواحد من رواد فن القصة فى الوطن العربى.
ويُعرف "حافظ رجب" كرائد للتجديد فى فن القصة القصيرة، حيث ذهب بهذا الفن إلى آفاق جديدة، مستغرقًا فى عوالم الفانتازيا واللامعقول، وكان ذلك تعبيرًا عن رفضه للواقع الصلب، وقد كشفت أوائل قصصه عن موهبة كبيرة، وكتابة مغايرة للسائد.
ولد "محمد حافظ رجب" عام 1935 بمدينة الإسكندرية، وعاش بالقاهرة فترة عمل خلالها، بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1962، ولـ "حافظ رجب" ثمانى مجموعات قصصية، أشهرها: كائنات براد الشاى المغلي، الكرة ورأس الرجل، اشتعال رأس ميت"، وقد رسخت تلك المجموعات القصصية لاسمه كأحد أبرز أدباء الإسكندرية، وصدرت الأعمال الكاملة للقاص السكندرى محمد حافظ رجب فى جزأين، عن دار العين للنشر بالقاهرة.