تمر اليوم الذكرى الـ1091، على قيام الخليفة العزيز بالله الفاطمى بالقضاء على فتنة القرامطة فى الشام ويوطد حكم الفاطميين فى بلاد الشام التى أصبحت ولاية فاطمية حاضرتها دمشق، فى 15 فبراير عام 930 م.
كان قرامطة جنوب العراق وأماكن أخرى فى البداية جزءًا من الجماعة الإسماعيلية العامة فى ذلك الوقت، ولا نعرف إلا القليل عن تاريخ الإسماعيلية والجماعات الموالية لها المبكر، ولكننا نعرف على الأقل أن جماعتين ظهرتا من بقية الإمامية فى الكوفة عقب وفاة الإمام جعفر الصادق 148هـ 765م، وفى غياب المصادر التى يمكن الاعتماد عليها فإن تاريخ الإسماعيليين فى القرن التالى مغمور بالسرية.
بدأت العلاقة بين القرامطة والفاطميين بهجرة بعض القبائل العربية التى اتبعت دعوة القرامطة إلى مصر، بدأ الفاطميون بمحاربة القرامطة، بعد أن انتزع القرامطة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسل الخليفة الفاطمى المهدى العلوى رسالة تهديد إلى أبو طاهر القرمطى يأمره برد الحجر الأسود إلى الكعبة، ويحذره أنه إن لم يرد أموال أهل مكة التى سرقها وإرجاع الحجر الأسود إلى مكانه، فإنه سيأتيه بجيش لاقِبل له بهم، أذعن القرامطة للتهديد، وأعادوا موسم الحج، بعد تعطيله لمدة تقارب الإثنين وعشرين سنة.
فى عام 931 م سلم أبو طاهر الجنابى -وهو قائد القرامطة فى البحرين- زمام الدولة فى البحرين إلى شاب فارسى كان قد رأى فيه المهدى المنتظر، لكن ثبت أن ذلك القرار كان مدمرا بالنسبة للحركة القرمطية، فقد أقدم ذلك الشاب على إعدام بعض أعيان دولة البحرين حتى وصل الأمر إلى سب محمد والأنبياء الآخرين الأمر الذى هز القرامطة والمجتمع الإسلامى ككل مما اضطر أبا طاهر للاعتراف أنه قد خدع وأن هذا الشخص دجال وأمر بقتله، لم تدم زعامة الشاب الفارسى إلا 80 يوماً إلا أنها أضعفت نفوذ القرامطة وكانت إيذانا ببداية نهاية دولتهم.