ينتظرالعالم لحظة افتتاح للمتحف المصرى الكبير، والذى سيضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعرض أمام الجمهور، إلى جانب مجموعة مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون، التى تعرض لأول مرة بشكل كامل، ومع ذكرى دخول هوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك الفرعونى توت عنخ آمون، لأول مرة فى مثل هذا اليوم 16 فبراير من عام 1923م، بعد أن تم اكتشافها فى 1922م، ونستعرض فى التقرير التالى مقتنيات الملك فى المتحف الكبير.
كشف الدكتور حسين كمال مديرعام شئون الترميم بمشروع المتحف المصرى الكبير، إن القطع الخاصة بالملك الذهبى توت عنخ آمون تم الانتهاء من ترميم معظمها، ولم يتبقى من مقتنياته إلا 280 قطعة بالمتحف المصرى بالتحرير، وهى القطع المعروضة الآن، والتى سيتم نقلها قبل افتتاح المتحف الكبير فى 2021.
وأوضح مديرعام شئون الترميم بمشروع المتحف المصرى الكبير، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، إن أصعب القطع التى يتم ترميمها، هى قطع الآثار العضوية التى تأتى متفحمة مثل "شال" الملك توت عنخ آمون، وغيرها الكثير، حيث أطلق عليها القطع المنسية، وهى قطع فريدة.
ومن بين القطع التى تم إعادتها لما كانت عليه بعد مجهود كبير من المرممين، هى درع حربى للملك توت عنخ آمون، حيث رصد "انفراد" أعمال الانتهاء من ترميم الدرع الحربى الفريد من مجموعة الملك توت عنخ آمون، داخل معمل ترميم الآثار العضوية، والذى رمم لأول مرة منذ اكتشافه على يد كارتر 1922م، مصاب بتلف شديد، وكانت معظم الوحدات الجلدية منفصلة عن الأرضية الكتانية.
وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، إنه فى إطار سياسة المتحف المصرى الكبير بتخطى كافة التحديات والصعوبات الهندسية والأثرية، والتى من بينها أعمال الترميم والتأهيل للقطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون وتجهيزها للعرض كاملة لأول مرة فى قاعة واحدة على مساحة 75000 متر مربع، فقد نجح فريق من المرممين المتميزين بمعمل الآثار العضوية بمركز الترميم وهم "منة الله محمد، محمد عياد ، صفوت السيد، محمد يسرى" فى تحقيق إنجاز غير مسبوق، وذلك بترميم الصدرية الجلدية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتى لم يشملها الترميم منذ اكتشافها، وهى من القطع الأثرية النادرة، والتى لم يتم عرضها من قبل لسوء حالتها، حيث كانت مخزونة بمخازن المتحف المصرى بالتحرير.
كما رصد "انفراد" خلال جولته داخل مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير "وشاح" تم اكتشافه داخل مقبرة الملك الفرعونى الصغير توت عنخ آمون، وخلال حديثنا مع أحد أخصائى الترميم بالمعامل العضوية بالمتحف المصرى الكبير كشف لنا عن مفاجأة خلال أعمال الترميم وتوثيق والدراسة.
قالت سارة إسماعيل، أخصائى الترميم بالمتحف المصرى الكبير، إن القطعة كانت ضمن مقتنيات الملك توت عنخ آمون وتم استلامها بمعمل الآثار العضوية، وهى عبارة عن كتلة غيرواضحة المعالم، وبعد الدراسات التى تتم على كل قطعة يستلمها المعمل، والفحوص والتحاليل والتصوير باستخدام اللمبات الـ Yd وRI، بحيث يتم معرفة إذا كانت الطبقات متماسكة من عدمه.
وأوضحت أنه تم وضع خطة عمل، حيث كانت الحالة متوسطة وليست سيئة، ومن المستطاع فرد القطعة، وباستخدام الأجهزة الحديثة فى المعمل مثل الالترا سونك وهو عبارة عن جهاز بخار ماء والذى من خلاله استطيع ترطيب القطعة وفردها.
وأشارت إلى أن القطعة بعد الفرد وصل طولها إلى نحو 4 أمتار و80 سم، واستغرق ترميمها نحو 3 أسابيع، وبعد تجهيز القطعة بالكامل بطولها على أرض الواقع، كان هناك تحدى آخروهو كيفية تصميم حامل لطول تلك القطعة، فلا يوجد كارتون بهذا الطول وبالتالى تم عمل وصلات داخل الكارتون.
يتم عرض مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون التى تتجاوز الـ 5000 قطعة أثرية على مساحة تبلغ 7000 متر مربع، لأول مرة أمام الجمهور.
أما عن عدد الفتارين التى سيتم عرض مجموعة توت عنخ آمون بها، فسوف يبلغ عددها 105 فترينة، تعرض فى قاعتين مخصصتين للملك الذهبى، وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة فى تصريحات سابقة لـ"انفراد"، إن العمل فى المتحف فى غاية التعقيد، والمتحف بهذه النوعية والتفاصيل لا يوجد مثله فى العالم، فتوجد تراكيب هندسية وأثرية وعلاقات شديدة التعقيد والتركيب بين الشبكات وشبكات التتبع، فعلى سبيل المثال نجد محتويات التكييف تخرج من الأرض والتحكم البيئى لكل فاترينة يخرج من الأرض، وتتبع القطعة يخرج من الأرض، فهذه شبكة رهيبة للغاية، تمر تحت أرض المتحف شبكة عنكبوتية صعبة للغاية، وبمجهود كبير تم تنفيذ الأمر بأحدث الطرق العلمية.