تمر اليوم الذكرى الـ206، على نفى الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت إلى منفاه فى جزيرة إلبا، إذ تم نفيه إلى الجزيرة فى 16 فبراير عام 1815م، وتعرض الجنرال الفرنسى الأشهر، والمعروف بقيادته لحملة بلاده على مصر عام 1798، والمعروفة تاريخيا باسم "الحملة الفرنسية" للنفى أكثر من مرة، الأولى كانت فى جزيرة إلبا والتى تم نفيه إليها فى مثل هذا اليوم، قبل أن يهرب منها بعد 10 أيام فقط من منفاه، قبل أن يتم نفيه إلى جزيرة القديسة هيلانة فى وسط المحيط الأطلسى الجنوبى بين أفريقيا والبرازيل، عام 1818، وهى الجزيرة التى شهدت نهاية الجنرال الفرنسى الراحل.
وحكى العديد من الحكايات حول محاولة المصريين أو والى مصر محمد على باشا تهريب الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت من منفاه، بحسب ما قاله العالم والمؤرخ الفرنسى جى فالتون حفيد بيسون بك الذى كان يعمل قائدا للبحرية المصرية فى عهد محمد على، حيث ذكر خلال محاضرة ألقاها فى المجمع العلمى الفرنسى أن محمد على كان يرغب فى تكليف سفينة دنماركية لخداع الإنجليز وإقناعهم بإحضار نابليون إلى الإسكندرية فى عام 1819.
وأضاف أن محمد على أعطى أوامره إلى بيسون بك لتولى قيادة هذه المهمة وقال إن السفينة الدنماركية وصلت بالفعل إلى سانت هيلانة، لكن نابليون رفض الصعود إليها، لأنه شك فى وجود مؤامرة إنجليزية لقتله، مشيرًا إلى أن الوالى العثمانى على مصر كان على وشك وضع خطط أخرى بتشجيع من سليمان باشا قائد الجيش وإبراهيم باشا، ومنها خطف نابليون قسرا أو بحث مقايضته مع الإنجليز، إلا أن انشغال محمد على بالحروب التى خاضها، ثم وفاة نابليون عام 1822، أحبطت هذه الخطط، وأشار إلى أن إعجاب محمد على بنابليون كقائد عسكرى كان بلا حدود، وقال إنه كان فخورا بأنه ولد فى العام نفسه الذى ولد فيه نابليون، وهو عام 1769، وذلك حسبما ذكر كتاب "أيام محمد على: حكاية رجل سبق عصره !! : عبقرية الإرادة وصناعة التاريخ" للدكتور عصام عبد الفتاح.
ونشر فى صحيفة "ذا سيدنى جازيت أند نيو ساوث ويلز أدفيرتيزر" الأسترالية فى 4 أكتوبر 1817، يتحدث عن اكتشاف خطابات كان نابليون يحاول إرسالها إلى إنجلترا ومنها إلى فرنسا.
ونشرت الصحيفة كيف حاول نابليون خداع الإنجليز وتمرير خطاباته إلى بلاده دون اكتشافها، فكان الإمبراطور السابق يكتب رسائله على حرير فاخر ثم يخيطه داخل معطف صبى مصرى من الخدم كان يذهب إلى إنجلترا وهناك يتجه إلى سيدة فى شارع "بيكر" لتتسلم الرسالة وتكتبها بالشفرة وتنقلها بدورها إلى فرنسا.
وروت الصحيفة أن السفينة الأخيرة التى وصلت إلى إنجلترا من سانت هيلينة حملت برقيات فى غاية الأهمية، حتى أنه لم يسمح لأى شخص بمغادرة السفينة إلا الضابط المسؤول عنالبرقيات، كما لم يسمح لأى شخص على الشاطيء بالتواصل مع من كانوا على متن السفينة.
واجتمعت سريعًا الحكومة الإنجليزية لمناقشة البرقيات التى وصلت إلى لندن، والتى تحدثت عن محاولة من جانب نابليون بونابرت للهرب، حيث وجدت مركب بأحد أركان الجزيرة ما كان الخيط الأول لكشف الخطة، وقبض الإنجليز على شخصيات أخرى بتهمة المشاركة فى المخطط إلا أن الصحيفة لم تذكر مصير الخادم المصري، الذى ربما كان من ضمن المعتقلين.