نلقى الضوء على كتاب "الجهل المقدس.. زمن دين بلا ثقافة" لـ أوليفيه روا، وصدرت ترجمته عن "الساقى"، ويتناول ظاهرة إقبال الكثيرين على التحوّل عن ديانتهم الأصلية واعتناق ديانة جديدة.
ويلاحظ الكتاب أن البروتستانتية، بمذاهبها المتعدّدة، باتت الأكثر انتشاراً فى العالم، فيما تعانى الكاثوليكية من فقدان الحماسة للانخراط فى سلكها الكهنوتى.
ويشرح الكتاب اجتذاب الحركات الإسلامية السلفية شبانا أوروبيين، والنموّ الذى تشهده البوذية فى أوروبا، والبروتستانتية فى كوريا الجنوبية.
ويرى المؤلّف أن نظرية "صدام الحضارات" لا تسمح بفهم هذه الظواهر، لأن ظاهرة الانتعاش الدينى ليست تعبيراً عن هويات ثقافية تقليدية وإنما هى نتيجة للعولمة ولأزمة الثقافات.
وجاء الكتاب فى توطئة، ومدخل تحت عنوان "الحداثة والعلمنة وعودة الدينى"، وسبعة فصول موزعة بدورها على قسمين: "اندراج الدينى فى الثقافة" (تضمن الفصول التالية: عندما يلتقى الدينى الثقافة، من الحضارة إلى التعددية الثقافية، دين، عِرق، أمة؛ الثقافة والدين: القطيعة)، و"العولمة والدينى"، (السوق الحرة أم الهيمنة بواسطة السوق؟ سوق الديني، وأخيرا، توحيد نمط الديني).
ومن الأسئلة التى يطرحها الكتاب، لماذا يصبح عشرات الآلاف من المسلمين فى آسيا الوسطى مسيحيين أو شهود يهوه؟ وكيف أمكن لكنيسة بروتستانتية إنجيلية أن تتجذر فى المغرب أو الجزائر؟ ولِمَ تحقق الإنجيلية البروتستانتية اختراقا مدهشا فى البرازيل ـ بلغ عدد أتباعها 25 مليونا فى عام 2007 ـ أو فى إفريقيا الغربية؟ وكيف نُفسر كون الخمسينية أو العَنْصَرِيَّة هى الدين الأسرع نموا فى العالم؟ ولم تستهوى السلفية الجذرية شبانا أوروبيين، بيضا أو سودا؟ وكيف أضحت القاعدة التنظيم "الإسلامي" الذى يضم أكبر نسبة مئوية من المتحولين إلى الإسلام؟ وعكسيا، لماذا تجد الكنيسة الكاثوليكية كثيرا من العناء فى الاحتفاظ برعاياها وتشهد هبوطا فى عدد المُلبين لدعوة الرب فى الغرب؟ ولِمَ باتَ المدافعون عن التقليد الأنغليكانى المحافظ هم اليوم نيجيريون وأوغنديون أو كينيون، فى حين يؤيد كبير أساقفة الكنيسة الإنكليزية، رويان ويليامز، اعتماد الشريعة الإسلامية فى القانون المدنى للمسلمين البريطانيين ويجيز رسامة الكهنة المثليين؟ ولماذا تنكفئ الكنائس الأرثوذكسية على الهويات القومية، بخلاف البروتستانتية، وعلى غرار الهندوسية؟