تمر اليوم الذكرى الـ348، على رحيل الشاعر والفيلسوف الفرنسى الشهير موليير، أحد أهم أساتذة الهزليات في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي ومؤسس "الكوميديا الراقية". قام بتمثيل حوالي 95 مسرحية منها 31 من تأليفه، وتمتاز مسرحياته بالبراعة في تصوير الشخصيات وبالأخص في تكوين المواقف والقدرة على الإضحاك.
ولد الكاتب الفرنسي الشهير جان باتيست بوكلان في باريس في 15 يناير عام 1622. تعلّم موليير في كلية كليرمونت اليسوعية وحصل هناك على خلفية قوية في المواد الكلاسيكية. كانت هذه مرحلة مهمة في تكوين شخصيته، فقد تلقى فيها مبادئ العلوم الأساسية والفلسفة، كما تعلم اللغة اللاتينية فقرأ عن طريقها الأعمال المسرحية التي تم نشرها في وقته.
درس موليير القانون وسمح له بممارسة مهنة المحامي في عام 1641، قرر في عام 1643 أن يكرّس نفسه للمسرح، تعرّف بعدها على مادلين بيجارت الممثلة الصغيرة، والتي ارتبط بها بعد ذلك حتى وفاتها في عام 1672. لم يكن ينظر إلى حياة المسرح في تلك الفترة على أنها حياة محترمة، مما دفع جان بابتيست بوكلان حينها لتغيير اسمه إلى “موليير” ليجنّب أسرته من الإحراج.
قدّم موليير المسرحية الكوميدية “مدرسة الزوجات” أمام الملك وكانت تلك المسرحية من أكبر نجاحاته في ينار 1662. سببت هذه المسرحية الكثير من الضجة والاحتجاج، فقد ادّعى أعداء موليير بأن هذه المسرحية غير أخلاقية وأنّ موليير قد سرقها من كاتبٍ آخر. قرر موليير أن يردّ على أعدائه بأفعاله، فقام بتأليف بمسرحية سميت حينها بـ “انتقاد مدرسة الزوجات” التي تضمنت نقاشاً على المسرح حول النقد والنقاد.
دعاه الملك لويس الرابع عشر لتأدية المسرحية الشهيرة "طرطوف المنافق" في شهر مارس من عام 1664 وذلك في قصر فيرساي، فرنسا. تعدّ هذه المسرحية من أشهر المسرحيات الكوميدية لموليير، لكنّها أغضبت جمعية القربان المقدس التي منعته من تأديتها لخمسة أعوامٍ متتالية. تُعتبر المسرحية الكوميدية “دون جوان” التي تمّ عرضها في شهر فبراير عام 1665 من أعظم المسرحيات الكوميدية التي كتبها موليير. لكن لم تنشر تلك المسرحية إلا بعد وفاته وبقيت غير معروفة حتى القرن العشرين.
عانى موليير كثيراً من المرض، والمشاكل الزوجية، وكذلك الاكتئاب. قام بكتابة عدة مسرحيات لم تلاقِ النجاح الكبير من قبل العامة على الرغم من إعجاب محبيه بها. لكنّه استعاد شهرته وثقة جمهوره به عبر المسرحية الكوميدية الرائعة “البرجوازي النبيل” في عام 1670.
ساءت حالة موليير كثيراً، لكنّه لم يؤمن كثيراً بالطب. وفي عام 1671 كتب مسرحية "خيانات إسكابان" والتي تشبه كثيراً أعماله السابقة ولاقت نجاحاً كبيراً. وفي 17 فبراير من عام 1673 وأثناء عرض آخر أعماله “المريض الوهمي” أُصيب بنوباتٍ شديدة ليتوفى بعدها في نفس الليلة.