يعد الشاعر فتحى عبد الله، الذى غاب عن عالمنا اليوم الخميس، عن عمر يناهز 67 عاما، واحد من أهم شعراء قصيدة النثر، ينتمى إلى جيل الثمانينيات،من أكثر الشعراء المصريين تميزا في كتابة قصيدة النثر، تخرج فى كلية دارالعلوم عام 1984، ثم سافر إلى العراق لمدة سنتين ليعود بعدها موظفا بهيئة الكتاب ثم مديرا لتحرير سلسلة (كتابات جديدة)، كما عمل بمجلة (القاهرة) إبان رئاسة غالى شكرى لتحريرها، قبل إغلاقها إثر وفاته، حتى حصل على منحة تفرغ خلال العام 2004.
وفتحى عبدالله مواليد 1954، يعمل مدير تحرير بالهيئة العامة للكتاب، شارك في إصدار عدد من المجلات الثقافية، أشرف على تحرير الصفحة الثقافية بجريدة " المصري اليوم"، صدر له: "راعي المياه"، "سعادة متأخرة "، "موسيقيون لأدوار صغيرة"، "أثر البكاء"، "الرسائل عادة لا تذكر الموتى"، وله نحو ستة دواوين، آخرها: يملأ قلبي بالكرز الصادر أخيرا عن دار الأدهم.
بحسب مقال للشاعر والكاتب الصحفى كريم عبد السلام، بعنوان "أزمنة الشعر -18 .. فتحى عبد الله ..الدرويش الدادائى ونصير المعرفة الباطنية" منذ ديوانه الأول "راعى المياه – هيئة الكتاب 1993"، يضرب الشاعر فتحى عبد الله فى أرض الشعر بعصاه، مرددا ما يحفظ من أوراد وطلاسم، عسى أن تتفجر ينابيع الماء تحت قدميه فى المقهى أو تتحول الشيشة بين يديه على مقهى البستان إلى معرفة أبدية وعلم لدنى يصالح بين مشاهد أفلام الكاوبوى وتجار الملابس فى وكالة البلح ، وبين أبيه الشيخ الذى يجلس مراقبا الأرض والماء وبين أضابير ودهاليز هيئة الكتاب ، وبين المهمشين العابرين إلى موتهم القريب والإعلانات الحديثة أعلى العمارات الشاهقة.
فى أعماله الشعرية "سعادة متأخرة – هيئة الكتاب 1998" و"موسيقيون لأدوار صغيرة – هيئة الكتاب 2002" و"أثر البكاء- هيئة قصور الثقافة 2004" والرسائل عادة لا تذكر الموتى – منشورات الدار 2008" ، يرفع فتحى عبد الله شعار "الهلوسة حق من حقوق المتكلم بالشعر، انطلاقا من أن العبارات التى تطرأ على ذهن الشاعر جديرة بالتدوين، والقصائد هى ما هى عليه، لها وجودها الأزلى المتعين وليست مخلوقة من عدم، وما الشاعر إلا رسول الكلمات، وعليه السمع والطاعة للقصيدة حتى تملى نفسها بنفسها عليه، وبعد ذلك يأتى دور الشراح والمفسرين والنقاد، ليسدوا الثغرات بين العبارات الشعرية ويملئوها بالمعانى.