استقر المسلمون فى المدينة، مرت نحو 8 سنوات، وبدأ النبى عليه الصلاة والسلام فى التواصل مع حكام الدول والامبراطوريات المحيطة بالجزيرة العربية، كى يدعوهم إلى الإسلام، ومن ذلك ما بعثه إلى المقوقس في مصر، فما هو اسم المقوقس الحقيقى؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "بعثه صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب مدينة الإسكندرية واسمه جريج بن مينا القبطى"
قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثنى الزهري، عن عبد الله بن عبد القاري: أن رسول الله ﷺ بعث حاطب بن أبى بلتعه إلى المقوقس - صاحب الإسكندرية - فمضى بكتاب رسول الله ﷺ إليه، فقبل الكتاب وأكرم حاطبا، وأحسن نزله، وسرحه إلى النبى ﷺ.
وأهدى له مع حاطب كسوة وبغلة بسرجها، وجاريتين إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها رسول الله ﷺ لمحمد بن قيس العبدي.
رواه البيهقي.
ثم روى من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده حاطب بن أبى بلتعة قال: بعثنى رسول الله ﷺ إلى المقوقس ملك الإسكندرية، قال: فجئته بكتاب رسول الله ﷺ، فأنزلنى فى منزله، وأقمت عنده.
ثم بعث إلى وقد جمع بطارقته، وقال: إنى سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني.
قال: قلت: هلم.
قال: أخبرنى عن صاحبك أليس هو نبي؟
قلت: بلى هو رسول الله.
قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها؟
قال: فقلت: عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله؟
قال: بلى.
قلت: فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه، إلا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا؟
فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم، هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد، وأرسل معك ببذرقة يبذرقونك إلى مأمنك.
قال: فأهدى إلى رسول الله ﷺ ثلاث جوار منهم: أم إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، وواحدة وهبها رسول الله ﷺ لأبى جهم ابن حذيفة العدوي، وواحدة وهبها رسول الله ﷺ لحسان بن ثابت الأنصاري، وأرسل إليه بطرف من طرفهم.
وذكر ابن إسحاق: أنه أهدى إلى رسول الله ﷺ أربع جوار؛ إحداهن مارية أم إبراهيم، والأخرى سيرين التى وهبها لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان.
قلت: وكان فى جملة الهدية غلام أسود خصى اسمه مأبور، وخفين ساذجين أسودين، وبغلة بيضاء اسمها الدلدل، وكان مأبور هذا خصيا ولم يعلموا بأمره بادى الأمر، فصار يدخل على مارية كما كان من عاداتهم ببلاد مصر.
فجعل بعض الناس يتكلم فيهما بسبب ذلك، ولا يعلمون بحقيقة الحال وأنه خصي، حتى قال بعضهم: إنه الذى أمر رسول الله ﷺ على بن أبى طالب بقتله فوجده خصيا فتركه.
والحديث فى صحيح مسلم من طريق...
قال ابن إسحاق: وبعث سليط بن عمرو بن عبدود أخا بنى عامر بن لؤى إلى هوذة بن على صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمى إلى جيفر بن الجلندى وعمار بن الجنلدى الإزديين صاحبى عمان.