لم تكن مجرد راقصة شعبية عرفتها السينما المصرية، إنها مناضلة وفنانة واستعراضية شاملة، احبتها الشاشة فعشقها الجمهور، فظلت أيقونة من أيقونات الرقص الشرقى الحديث، إنها الفنانة الكبيرة الراحلة تحية كاريوكا، التى تحل اليوم ذكرى ميلادها الـ102، إذ ولدت فى 22 نوفمبر عام 1919.
ووصلت شعبية الرقص الشرقى إلى الغرب فى القرنين الـ18 والـ19 عندما كان يصور المستشرقون الصور لحياة الحريم فى الدولة العثمانية، وفى عام 1876 انتشر الرقص الشرقى فى ولاية فيلادلفيا خاصة مع وصول العديد من المهاجرين العرب، ولكن فى 1893 كان هناك عرض عالمى فى شيكاغو وشاركت فيه عدة راقصات من سوريا وتركيا والجزائر إلا أن الراقصات اللاتى لفتن الأنظار إليهن هن المصريات، وهو ما جعل الجماهير الأمريكية تتعجب من التحكم الغريب فى أجسادهن.
استطاعت بعثة الرقص الأمريكية التى حضرت إلى القاهرة، عام 1977 أن تجمع بين أساتذة الرقص الشرقى، وكانت البعثة مؤلفة من عشرين فتاة أمريكية من هاويات الرقص الشرقى استضافتها تحية كاريوكا، فى مسرحها الذى تقدم فيه رواية «الباب العالي»، وكانت سامية جمال معها، تشارك فى استقبالهن وتحدثهن عن الرقص الشرقى وأصوله.
تحية كاريوكا، اغتنمت فرصة وجود سامية جمال معها فى هذه الحفلة واستطاعت إقناعها بأن تشاركها تمثيل مسرحيتها الجديدة «أيه العبارة»، التى ستعرض فى القاهرة خلال موسم الشتاء، وبعد ذلك سافرت سامية جمال وتحية كاريوكا، معًا إلى أمريكا تلبية لدعوة بعثة الرقص الشرقى الأمريكية ولإلقاء محاضرات عن الرقص الشرقى الذى بدأ يستهوى بلاد العم سام، وفقًا لمجلة «الموعد» بتاريخ 27 أكتوبر 1977.